كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت سنة تسع عشرة [وثلاثمائة] - ٢١٣ - أبو الحسن الصقلي (¬*) الجزيري - ج: 2 - ص: 204

وعشرين ختم بنا ختمة وأخذ (في) (١١) الدعاء والبكاء والتضرع إلى الله عزّ وجلّ والالتجاء (١٢) إليه والناس خلفه يبكون ويتضرعون، فتاب إلى الله عزّ وجلّ وأناب في تلك (الليلة) (١١) نحو السبعين رجلا، فمنهم من ندم على شرب الخمر، ومنهم من كان على غير ذلك من الذنوب، فصاروا كلهم إلى التوبة النصوح بفضل نيته وجميل طويته.

وفيها توفي:

٢١٣ - أبو الحسن الصقلي (*) الجزيري (١) قال أبو سليمان ربيع القطان بخطه: كان أبو الحسن هذا من خيار الناس.

ذكر لنا عنه أنه كان على منواله صامتا لا ينطق إلاّ بذكر الله عزّ وجلّ أو بما يعنيه، فإذا أقيمت الصلاة تأوّه (٢) واجتر نفسه وتواجد وقال: واذهاب عمري في خسارة.

قال ربيع القطان: وسمعته يقول: والله الذي لا إله إلاّ هو ما شيء في وقتي هذا أقرّ لعيني من القدوم على الله تعالى، لأني قد تحقق ظني به، فقلت له:

سررتني والله.

ودخلنا عليه بداره نعوده عند مسجد أبي زرجونة (٣)، فقال لنا: كان عندنا (يا أبا سليمان) (٤) بثغر صقلية رجل يقال له أبو علي الطنجي (٥) -أنا رأيته وعرفته-

---

(١١) سقطت من (ب)
(١٢) في الأصلين: اللجوء. والمثبت من (م).
(*) لم نعثر له على ترجمة في غير الرياض. وقد نقل أماري في المكتبة العربية الصقلية ص: ١٩٤ - ١٩٦ ترجمة أبي الحسن الصقلي عن مخطوطة الرياض (ب).
(١) في الأصول: بالحاء والراء المهملتين، ولا نستبعد صحة ضبطه بجيم ثم زاى نسبة إلى جزيرة صقلية.
(٢) في (ق): فاوه
(٣) لعله ينسب إلى أبي زرجونة أحد صلحاء القيروان القائمين على خدمة أحد مساجد القيروان. وكان من أصحاب البهلول بن راشد [١٢٨ - ١٨٣]، ومن معاصري عبد الخالق القتات المتعبد [ت.٢٠٣] الرياض ٢٠٥: ١ (ترجمة البهلول)، ٣٢٦ (ترجمة عبد الخالق).
(٤) ساقط‍ من (ب)
(٥) في (ق): بدون اعجام