للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيها توفي:

٢٦٦ - أبو حفص عمر بن عبد الله بن يزيد (١) الصدفي (*)

الإمام المتعبد. رحمه الله تعالى. توفي (٢) بمدينة سوسة.

كان (٣) ممن طلب العلم وجالس العلماء، سمع (٤) من أحمد بن أبي سليمان وغيره، ثم اعتزل ولزم العبادة. وكانت له [في] كلّ ليلة ختمة (٥) ثم زاد فهمه، فكان لا يكاد يبلغ النصف حتي ينفجر الصبح، تأوها وتدبرا وحنينا وغزر دمعة.

قال أبو الحسن الزعفراني: كنت إذا رأيت أبا حفص علمت أنه من أهل اللّيل قد أخلق السهر وجهه.

وكان قد سكن قصر ابن الجعد فكان في ركن منه، وأبو عبد الله (٦) ابن دارة (٧) في الركن الثاني، وأبو الفضل الغدامسي في الركن الثالث، وأبو عبد الله ابن سعدون في الركن الرابع، فكانت (٨) أركان القصر تدوي بالقراءة اللّيل كله، وبالبكاء تارة، وبالنياحة (٩) تارة، وهم من أركان القصر يتجاوبون.

وكان (١٠) من شأنه (١١) إذا تكاثر الناس بالمنستير، أيام الموسم، [أن] (١٢) يخرج


(*) مصادره: المدارك ٣٧٣: ٤ - ٣٧٤ (ط‍ بيروت)
(١) في مطبوعة بيروت من المدارك بعد ذكر جدّه هذا: «المعروف بابن الإمام الصوفي».
(٢) في (ب): وتوفي.
(٣) في (ب): وكان.
(٤) في الاصلين: ومعه سمع ... وقد رأينا حذف «ومعه» تبدو مقحمة وذلك اتباعا لما في (م) والمدارك.
(٥) عبارة الاصلين: وكانت له ختمة كل ليلة. وأخذنا برواية (م) والمدارك.
(٦) أقحم هنا ناسخ (ق) عبارة الترضية «رضي الله عنهم» فرأينا حذفها.
(٧) لم نعثر له على ترجمة إلا أن المالكي ذكره فيما تقدّم من هذا الجزء ص: ٢١٥ في سياق حكاية. ينظر تعليقنا هناك هامش ٤٥
(٨) في (ق): كانت. وفي (م): فكان. والثبت من (ب).
(٩) في (ق): والنياحة.
(١٠) قارن بالمدارك (٣٧٤: ٤).
(١١) في (ب): من أمره.
(١٢) زيادة يقتضيها السياق.