للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٨ - ومنهم أبو زمعة البلوي (*) [رضي الله تعالى عنه].

ذكر أبو العرب (١) أنه من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ممن بايع تحت «الشجرة»، وأنه دخل إفريقية وأقام بها، وحضرته الوفاة بها (٢)، وأمرهم أن يسووا قبره بالأرض (٣).

قيل: إن قبره «بمقبرة البلوية».

ذكر أحمد بن أبي سليمان أن أبا زمعة دفن بباب تونس، وبه سميت «البلوية».

قال أبو العرب (٤): ولقد حدثني بعض أصحابنا أنه حضر حفر قبر (٥) في البلوية (٦) قال فحفروا في أرض شديدة لم يحسبوا أن أحدا حفر فيها، فظهروا على رجل مدفون لم يتغير منه شيء فظنوا أنه «أبو زمعة البلوي» صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم (٧).


(*) مصادره: طبقات ابن سعد ٤٩٩: ٧، طبقات أبي العرب ص ١٧، فتوح مصر وأخبارها ص ٣٠٥، الاستيعاب ١٦٦٢: ٤ (باب الكنى)، معالم الإيمان ٩٧: ١ - ١٠٢، أسد الغابة ١٢٢: ٦ - ١٢٣، تجريد الصحابة ١٦٨: ٢، الإصابة ٧٦: ٤، حسن المحاضرة ٢٤٦: ٢. لقد ذكرنا أعلاه موضع ترجمة أبي زمعة لدى كل من ابن الأثير والذهبي وابن حجر. وننبّه أنه مذكور عندهم في باب «عبد» -بدون إضافة إلى اسم الله، وبدون ذكر الأب- أسد الغابة ٥١٦: ٣، التجريد ٣٦١: ١، الاصابة ٤٣٣: ٢، كما ذكر عندهم في باب «عبيد» -مصغّرا-بن أرقم «أسد الغابة ٥٣٣: ٣، التجريد ٣٦٤: ١، الاصابة ٤٤٢: ٢.وانفرد صاحب أسد الغابة بذكره في باب «جعفر» ولم يذكر مستنده.
(١) الخبر في الطبقات ص ١٧ مع اختلاف يسير. وبعضه في الاستيعاب.
(٢) في الاستيعاب وأسد الغابة وحسن المحاضرة والمعالم: أن ذلك كان في غزوة معاوية بن حديج الأولى (أي سنة ٣٥).
(٣) هذا الخبر متداول في كتب التاريخ. بنظر طبقات ابن سعد وفتوح مصر وطبقات أبي العرب والاستيعاب وأسد الغابة.
(٤) النصّ في الطبقات مع اختلاف يسير. وبنصه في المعالم.
(٥) في الأصل: قبره. والمثبت من الطبقات والمعالم.
(٦) أقيم حول هذا القبر بناء أخذ يتطور منذ العصر الحفصي حتى أصبح في هذه الأيام بناء شامخا مقصودا من طرف الزائرين والسائحين. ينظر عن تطوره وما تعاقب عليه من تجديد واصلاح. النقائش العربية القيروانية ٦٥: ١ - ٧٦، وخاصة تعليق جامعي النقائش على النقيشة رقم ٣٢ تعليق رقم ٥ و ٦.
(٧) العجيب أن أصحاب المسانيد لم يسندوا عنه شيئا، بينما نراهم أسندوا عمن هو أصغر سنّا منه وأقل سابقة في الاسلام. ينظر مسند الامام أحمد (ط‍.مصر) وأسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد منهم من العدد لابن حزم. بينما ذكر ابن عبد الحكم أن أهل مصر أسندوا عنه حديثا واحدا.