للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[ذكر فضل القيروان] (١) وعن إسحاق [بن الملشوني] (٢): أن عقبة بن نافع كان معه في عسكره خمسة وعشرون (٣) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأن عقبة جمع وجوه أصحابه وكبار (٤) العسكر، فدار بهم (٥) حول «القيروان»، وأقبل يدعو لها ويقول في دعائه: «اللهم املأها علما وفقها، واعمرها (٦) بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك، وذلا على من كفر، وأعز بها الإسلام، وامنعها من جبابرة الأرض».

وذكر (٧) أن معاوية وجه عقبة في جيش عظيم إلى إفريقية غازيا، فدخلها وافتتحها، ووضع السيف على من بها (٨) من النصارى، وقال لأصحابه: «أرى لكم يا معشر العرب أن تتخذوا بها مدينة يجعل بها (٩) عسكر، وتكون عزا للإسلام إلى آخر الدهر»، فأجاب الناس إلى ذلك، واختط‍ مدينة «القيروان».فقال له بعض أصحابه: «قرّبها من البحر، ليكون أهلها مرابطين».فقال لهم: «إني أخاف أن


(١) العنوان لم يرد في الأصل وهو من عمل ناشر الطبعة السابقة.
(٢) الخبر باسناده في الطبقات ص ٨.وبدون إسناد في تاريخ الرقيق ص ٤٠ والبيان المغرب ٢٣: ١، معالم الإيمان ٧: ١.وتفيد رواية الرقيق أن ذلك كان في غزوة عقبة الثانية.
(٣) هذا في الغزوة الثانية كما ذكرنا، بينما كان معه في الغزوة الأولى سنة ٥٠ عند تأسيس القيروان ثمانية عشر رجلا فقط‍.البيان المغرب ٢٠: ١، نهاية الارب ١٤: ٢.
(٤) في الأصل: وكبر. والمثبت من المعالم. وفي رواية الطبقات: وأهل العسكر.
(٥) في المطبوعة: فدار معهم. وأخذنا بما في المخطوط‍، وهو موافق لما في المصادر.
(٦) في الأصل: وأعزها. والتصويب من تاريخ الرقيق ونهاية الأرب. وفي المعالم: وعمرها.
(٧) ورد هذا النص-مع اختلاف يسير-في البيان المغرب ١٩: ١ - ٢٠ مسندا الى إبراهيم بن القاسم (الرقيق) وهو مروي في أغلب مصادر تاريخ المغرب مع اختلاف بينها في الاختصار والتصرف. ينظر: الاستبصار ١١٣ - ١١٤، الكامل في التاريخ ١٩٩: ٣ - ٢٠٠، صلة السمط‍ ١١١: ٤ و-١١١ ظ‍، نهاية الأرب ١٤: ٢ - ١٥ معالم الايمان ٨: ١ - ٩.
(٨) في المطبوعة: من فيها. وأثبتنا ما في المخطوط‍ وهو موافق لما في المصادر.
(٩) في الأصل: تجعلوها. وأصلحها الناشر تجعلونها. والمثبت من نهاية الأرب. ورواية المعالم: نجعلها معسكرا وقيروانا.