للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيها توفي:

١٦٤ - أبو عقال (*) بن غلبون (١)، [رضي الله عنه] (٢) توفي وهو ساجد خلف المقام [ودفن بمكة] (٢).

خرج من القيروان فأوطن الحرم وسكنه حتى مات به، ورفض الدنيا وتركها، ولزم السهر وسرد الصيام، وباين أبناء جنسه، وتشرد عن الوطن وفارق السكن [وقال في الزهد فأحسن] (٢).

/وكان قد جرّ (٣) أذياله في الصبا، وأطال من عنانه في الهوى، منهمكا في البطالة، صاحب لهو وصبوة مع مروءة وفتوة. إلى أن تناهت حدود القضاء فشمر وارعوى، وآثر ما يبقى على ما يفنى، فبكى وناح على ما سلف من أيامه، وقارف (٤) من آثامه، صائما نهاره، قائما ليله، حتى كان يضرب به المثل في عبادته.

وأما سبب توبته ورجوعه إلى عبادة ربه، وما جرى له في ذلك من الأخبار والمجالس:

فذكر سليمان بن محمد، قال: «أخبرني محمد بن الكاتب، قال: كنا نشرب


(*) مصادره: معالم الايمان ٢١٤: ٢ - ٢٣١، تكملة الصلة (مدريد ١٩١٥) ص ٣٣٨ (ترجمة أبي هارون الأندلسي)، التحفة اللطيفة ٤٤٥: ٣.ننبّه أننا سنعتمد بداية من هذه الترجمة على أصل ثان في المقارنة والمراجعة وهو الجزء الثاني المحفوظ‍ بدار الكتب المصرية بالقاهرة ورمزنا له بالحرف (ق) وقد تابعنا عمل الناشر السابق في اعتماد مخطوطة باريس (ب) أصلا.
(١) سمّاه الدباغ: «أبو عقال غلبون بن الحسن بن غلبون».وجاء لقبه في أصول الرياض والتكلمة: «ابن علون».وفي ثنايا ترجمته أو في ترجمة شيخه أبي هارون الأندلسي يأتي-أحيانا-في صورة «ابن علوان».أما صاحب التحفة اللطيفة فيسميه «علوان المغربي».
ونلاحظ‍ أن اسمه الذي صرح به هو نفسه «أدب» بينما يسمّيه الدباغ «غلبون» وهو أمر انفرد به. أما لقبه «علون» فقد أخذنا برواية المعالم لاشتهار اسم «غلبون» بين أفراد الأسرة الأغلبية وتداوله بينهم، وهو كما نصّت المصادر أحد أفرادها. و «غلبون» تصغير لاسم الأغلب «جد الأسرة الأغلبية كما هو واضح. وأشهر من عرف بهذا اللقب من بني الأغلب وزير زيادة الله الأول: الأغلب بن عبد الله بن الأغلب، الملقّب «بغلبون» البيان المغرب ٩٩ - ١٠٠، الحلة السيراء ١: ١٨١، فهل يكون المترجم من أحفاد غلبون هذا؟
(٢) زيادة من (ق).
(٣) في (ب): جرر. والمثبت من (ق).
(٤) في (ب): فارق. والمثبت من (ق).