للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عند أبي عقال بن غلبون في داره، [قال] (٥) فلما كان بعد العصر خرج عنا من المجلس، وقد طبنا، فقال لغلامه: «امض فاشتر لي جبة من صوف وعباءة وكساء ومئزرا (٦) من صوف»، فحسب [الغلام] (٥) أنه إنما يريد أن يكسوها لأحد. فأتى بها إليه فنزع ثيابه تلك الناعمة النظاف ودخل إلى والدته فقالت له: «ما هذا يا أبا عقال؟ أخولطت في عقلك يا بني؟ » فقال لها: «يا أماه، والله لا عصيته بعد هذا اليوم أبدا، إلا أن يقدر علي»، وانصرف كل واحد منا (٧). فهكذا كانت توبته، رحمه الله تعالى. فباع ما كان له من دار (٨) وعقار وتصدق به.

وخرج إلى مكة، حرسها الله تعالى، في خيشتين (٩)، [قال] (١٠): «ائتزرت بواحدة وارتديت بالأخرى (١١) وفي يدي ركوة، حتى أتيت إلى بعض محارس سفاقس، فرأيت أبا هارون الأندلسي هناك، فقال لي بعد ثلاث: «ما لك يا بني تكثر الانتحاب والبكاء في ليلك ونهارك، بخلاف الشباب والفتيان حتى كأنك قريب عهد بمعصية (١٢)؟ » قال: فقلت له: «ذنوبي قد عظمت وجلّت» (١٣). فقال لي: «فإنها صغيرة حقيرة في جنب عفو الله تعالى وكرمه وصفحه، فما اسمك (١٤) يا بني؟ » فقلت له: «اسمي أدب، وكنيتي أبو عقال» فقال لي: «أبشر بكل ما يسرك إن شاء الله تعالى، فقد (١٥) أتاني آت [من الله] (١٦) في منامي فقال لي: «يصحبك شاب إلى مكة اسمه «أدب» وكنيته «أبو عقال»، وقد تاب الله تعالى عليه في أم الكتاب، فارفق به في صحبته معك».


(٥) زيادة من (ق).
(٦) في (ب): ومئزر.
(٧) في (ب): منهما.
(٨) في (ب): دور.
(٩) في (ق): جيشين.
(١٠) زيادة من (ق).
(١١) عبارة (ب): اتزرت بأحدهما وارتديت بالآخر. والمثبت من (ق).
(١٢) في (ق): بعصية.
(١٣) عبارة (ق): قد عظمت وطمت وجمت.
(١٤) في (ب): فما أمرك. والمثبت من (ق).
(١٥) في (ق): قد.
(١٦) زيادة من (ق).