كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ذكر الطبقة الخامسة من علماء القيروان وعبادها وما يتصل بها من بعض مدنها ومراسيها - ١٤٨ - ومنهم أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبدوس (¬*)، رضي الله تعالى عنه. - ج: 1 - ص: 459

١٤٨ - ومنهم أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبدوس (*)، رضي الله تعالى

عنه.

قال أبو العرب (١): كان ثقة إماما في الفقه ذا ورع وتواضع، بذّ (٢) الهيئة وكان أشبه الناس بإخوان سحنون في فقهه وهديه (٣) وملبسه ومطعمه. وكان حسن الكتاب، حسن التقييد. ومولده مولد ابن سحنون. مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

قال أبو العرب (٤): ولقد قلت لحبيب صاحب مظالم سحنون: «من كنت تسأل إذا نزلت بك المسائل؟ » فقال: «كنت أسأل سحنون، فإن لم أقدر على سؤاله سألت محمد بن عبدوس».

قال لقمان بن يوسف (٥): وأقام محمد بن عبدوس سبع سنين يدرس العلم، لا يخرج من بيته (٦) إلا إلى صلاة الجمعة.

ومن طريق ابن التّبّان-أبي محمد عبد الله بن إسحاق-أن (٧) ابن عبدوس أقام أربع عشرة سنة يصلّي الصبح بوضوء العشاء الآخرة، مشتغلا بدراسة العلم؛ وأقام أربع عشرة سنة غيرها مشتغلا بقيام الليل والتهجد فيه وتلاوة [القرآن] (٨).

---

(*) مصادره: طبقات الخشني ص ١٣٣، الاكمال ٢٩٦: ١، ترتيب المدارك ٢٢٢: ٤ - ٢٢٨، العيون والحدائق ٢٨: ٤ [وفيات ٢٦٠]، كامل ابن الأثير ٢٧٤: ٧ [وفيات ٢٦٠]، معالم الايمان ١٣٧: ٢ - ١٤٤، البيان المغرب ١١٦: ١ [وفيات ٢٦٠]، الديباج المذهب ١٧٤: ٢ - ١٧٥.
(١) كذا ورد هذا النصّ مسندا عن أبي العرب «محمد بن أحمد بن تميم» في المدارك أيضا (٢٢٣: ٤) بينما خلت منه نسخة الطبقات المطبوعة.
(٢) في الأصل بدال مهملة مشدّدة. والاعجام من (م) والمدارك. وفي القاموس (بذذ): باذّ الهيئة وبذّها: رثها.
(٣) كذا في الأصل: وفي (م) والمدارك: وزهادته.
(٤) النصّ في المدارك ٢٢٤: ٤ والمعالم ١٣٩: ٢.
(٥) النصّ في المدارك عن الابياني (٢٢٥: ٤) والمعالم ١٤١: ٢ عن الرياض وباسناده.
(٦) في (م) والمصادر: داره.
(٧) جاء هذا الخبر في المدارك ٢٢٥: ٤ والمعالم ١٤١: ٢ عن ابن اللّباد مقتضبا ويختلف يسيرا عن رواية الرياض.
(٨) زيادة من (م).