للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فبينما هو ذات يوم جالس معه إذ سأله عن صناعته، فسمى الشاب له صناعته، فقال له أسد: «قم! »؛ بانتهار. فقال له الشاب: «ما قصتي أصلحك الله؟ إن كنت أنكرت صناعتي تركتها» فقال له أسد: «ما أنكرتها، ولكني أنكرت تعطيلك لحانوتك الذي منه معاشك، وتقوى به على طلب العلم، وصاحب الحانوت إنما هو بالحرفاء فإذا جاءك حريفك اليوم ولم يجدك وغدا فلم يجدك (٩١) وبعد غد مثل ذلك، استبدل بك غيرك، فضررت بنفسك وبمن تعوله. ولكن إن عزمت فاجعل لنفسك يوما أو يومين [في] (٩٢) الجمعة يعلم حرفاؤك بمغيبك عن حانوتك في ذلك اليوم أو اليومين، فيأخذون ما يحتاجون إليه قبل مغيبك»، ثم قال له أسد: «انظر إلى هؤلاء الذين يأتوننا (٩٣)، إنما هم أهل حرث وحصاد، فإذا كان وقت حرثهم وحصادهم لم تر منهم أحدا يجيء إلينا، فإذا انقضى حرثهم أو حصادهم عادوا إلى ما كانوا فيه».

وكان على فهمه وعلمه، أحد الشجعان وكانت له مقامات في الدين مشهودة.

ذكر سبب ولايته القضاء وسيرته في ذلك، وولايته على الجند الخارجين إلى غزو

صقلية، وبعض ما جرى له من المقامات والأخبار:

ذكر بعض المؤرخين (٩٤) أن سبب ولايته القضاء أن علي بن حميد (٩٥) لم يزل يتلطف بزيادة الله في عزل «أبي محرز» وولاية «أسد» وعظّم عنده شأنه واشتهاره بالفقه والعلم، فأجابه إلى ذلك، وأقر أبا محرز على القضاء وولى معه أسدا، فكانا يقضيان جميعا-ولم يعلم (٩٦) قبلهما (٩٧) قاضيان في مصر واحد ووقت واحد-وذلك سنة أربع ومائتين.


(٩١) في الأصل: واغدا لم يجدك. والمثبت من (م).
(٩٢) زيادة من (م).
(٩٣) في الأصل: يأتون. والمثبت من (م).
(٩٤) قارن بالمعالم ١٩: ٢.
(٩٥) في الأصل: بن جميلة. والمثبت من (م) والمعالم.
(٩٦) العبارة في طبقات أبي العرب ص ٨٤ (ترجمة أبي محرز القاضي) والبيان المغرب ٩٧: ١.وقريب منها رواية المعالم ١٩: ٢.
(٩٧) في الأصل: أن قبلهما. ورأينا حذف الحرف «أن».