للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بشرب المنصّف، لأن عنب خراسان كثير العسل قليل الماء فهو ينعقد على النّصف (٨٦).

وأما غيره فلا يجوز حتى ينعقد وإن بلغ الثلثين (٨٧). قال: ولقد اختبرنا عنبنا «بمجردة» (٨٨) فوجدناه لا ينعقد إلا على الثلاثة أرباع، لأنه قليل العسل كثير الماء، ولا يحل قبل انعقاده. وكذلك قال أهل العلم: إذا انعقد قبل أن يبلغ الثلثين حل، لأن الحكم فيه انعقاده. ولا يشرب الطّلاء (٨٩) حتى يصير أصفر كعسل النحل.

/قال سليمان: وكتب إليّ رجل من «قمودة» من طلبة العلم أن أسأل أسدا عن النبيذ: أحلال هو أم حرام؟ .فسألت أسدا عن ذلك فقال: «إن النبيذ أخبث الخبائث، ليس تقوم بالنبيذ عبادة ولا صيام ولا صلاة ولا جهاد ولا صدقة، إنما يقوم به مزمار أو عود أو طنبور، فلو لم يعتبر تحليله من تحريمه إلا بأخواته التي تقارنه [لكفى] (٩٠)».

سليمان قال: سمعت أسدا يقول: شهدت عند ابن غانم على غلام بالبلوغ، فلما خرجت من عنده وإذا الخصوم قد غيروا عليّ هاني بن أبي خيثمة، وهو الذي شهدت عليه، فقال لي: يا أبا عبد الله، اتق الله! لا تشهد على غلام بالبلوغ وأنت لا تعلم ذلك إلا بالنظر. قال أسد: فقلت له: ويحك! هذا من الأمور التي يشهد على ظاهرها كما أشهد أنك هاني بن أبي خيثمة، ولم أعاين أباك حين قذفك نطفة في رحم أمك. قال: فسكت عني.

وكان أسد يقول: «يا معشر طلبة العلم؛ إنكم تنوبون للمسلمين نيابة عظيمة، بتقييدكم العلم عليهم، فلكم في بيت مال المسلمين حق لذلك، وكذلك قالت العلماء: من ناب نيابة للمسلمين فله في بيت مالهم حق.

وكان أسد يقول: ثلاثة لا غيبة فيهم: صاحب بدعة، وأمير غشوم، ومن ألقى جلباب الحياء وظاهر بالسوء.

ابن الحداد، قال: بلغني عن أسد أنه كان يختلف إليه شاب يطلب عليه العلم،


(٨٦) ينظر طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ص ١٥٨.
(٨٧) ويسمّى: المثلث. المصدر السابق.
(٨٨) كذا رسم في الأصل. وتقدم في صدر الترجمة رسمه بالباء «بجردة».
(٨٩) ينظر المصدر السابق ص ١٥٩.قال: وهو المثلث.
(٩٠) زيادة يقتضيها السياق. وهي من عند الناشر السابق.