للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يذهب إلى مذاهب أهل المدينة- «أوقد القنديل الثاني يا أبا عبد الله»، فيسرد أقاويل المدينيين.

وكان (٨٠) ابن غانم يشاوره ويعجب به.

وكان يقول (٨١): «ضربنا في طلب العلم آباط‍ الإبل، واغتربنا في البلدان ولقينا العلماء، وغيرنا إنما طلب العلم خلف كانون أبيه ووراء منسج أمه، ويريدون (٨٢) أن يلحقوا بنا! »، يريد بذلك أبا محرز.

ومدحه محمد بن الحسن بمكة ووصفه بالمناظرة والدراسة والسماع.

وسئل أسد عن الرجل يسأل عن المسألة، وهو يعرف اختلاف الناس في مثلها، هل يفتي بالأقاويل أو يستحسن أحدها فيفتي به؟ فقال: إذا كان المفتي من أهل النظر فلا يفتي بالقولين، لأنه يدع السائل في حيرة، ولكنه يفتي بأحسن الأقاويل عنده؛ وإن كان من غير أهل التمييز فليخبر المستفتي بما روي عن العلماء ولا يتخير له.

سليمان بن عمران، سمعت أسدا يقول: أهل الكوفة إذا أرسلوا (٨٣) في الرواية عن عبد الله فهو ابن مسعود، وأهل المدينة إذا أرسلوا (٨٣) عن عبد الله فهو ابن عمر.

قال أسد: معنى القول الذي قالته العلماء في النجاسة إذا وقعت في الغدير: أنها لا تفسده حتى يكون إذا حركت ناحية منه تحرك أعلاه وأسفله (٨٤). إنما معنى ذلك إذا أنت حركت ناحية منه تحركت النواحي بتحريكك في وقته، وليس هي تحريك الناحية التي تحركها فتتحرك غيرها بعد ذلك الوقت بتتابع الأمواج.

سليمان [بن عمران]: عرض لنا أسد «كتاب الأشربة» (٨٥)، فمر فيه: لا بأس


(٨٠) النصّ في المعالم ١٩: ٢.
(٨١) المصدر نفسه. والقائل هو أسد بن الفرات.
(٨٢) في الأصل: يريدوا. والمثبت من المعالم.
(٨٣) كذا في الأصل والأصوب أن يقول: أسندوا. لأن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدّث بأسانيد متصلة إلى التابعي. ينظر: معرفة علوم الحديث ص ٢٥، ٢٢، ١٩.
(٨٤) ينظر بيان ذلك وتحليله في فتاوى ابن تيمية ٣٠: ٢١ - ٣٢.
(٨٥) لعلّه «كتاب الشرب» المذكور ضمن مؤلفات محمد بن الحسن الشيباني عند ابن النديم (الفهرست ص ٢٥٧). ولعلّه أحد كتب كتابه الكبير المشهور ب‍ «المبسوط‍» وهو من أمهات وأصول المذهب الحنفي.