للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجبّار العظيم: «عبدي، لا بأس عليك، أنت اليوم في ستري من كل مخلوق، ليس بيني وبينك من يطلع على ذنوبك غيري، اذهب فقد غفرتها لك، إنك كنت لا ترجو المغفرة من أحد غيري».

وكان رحمه الله حكيما: ذكر عنه أن رجلا استشاره في امرأة يتزوجها، فقال له: «لا تتزوج امرأة فيها من هذه الخلال الثماني: لا تتزوجها منّانة، ولا بنّانة، ولا كنّانة، ولا حنّانة، ولا حدّاقة، ولا خفّاقة، ولا أنّانة، ولا ذات دايات. فأما المنانة فهي التي تمن بشيء كان منها إليك، وأما البنانة فهي التي تبنّن (٥) ولد غيرك عندك، وأما الكنانة فهي التي تقول: «كنت وكنت قبل أن أجيء إليك»، وأما الحنانة فهي التي تحن لزوج كان لها قبلك، وأما الحدّاقة فهي التي تنظر بعينها ثم تقول: «فلانة كساها زوجها، وفلانة حلاّلها زوجها وصنع بها»، فهي تجبره. وأما الخفاقة فهي التي تصبح غدوة جائعة فتقول: «أبغي رءوسا، أبغي فتوتا (٦)، أبغي جشيشا (٧)»، وأما الأنّانة فهي التي تصبح تئن فتقول: «جنبي! فخذي! رأسي! ».

لتنظر هل يحبها زوجها أم لا. وأما ذات دايات فهي التي كلّ يوم عندها امرأة أو عجوز فتقول: هذه دايتي، هذه خالتي، هذه عمتي».

١١٧ - ومنهم أبو شيخ المفسر، واسمه طلق (*) بن الشيخ (١)، ويقال سيف،

رحمه الله تعالى.

قال أبو العرب: كان رجلا صالحا معروفا بالدين.


(٥) في الأمل: تبني. والمثبت من (م). وفي أساس البلاغة (بنن): بنأه الأكل وبناه: اذا سمنه.
(٦) الفتوت: خبر مفتوت كالسويق (التاج: فتت).
(٧) في الأصل والمطبوعة: حبيسا. والمثبت من (م). والجشيش. طعام معروف. ينظر القاموس (جشش).
(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٩٣ - ٩٤، ترتيب المدارك ١٢٥: ١ - ١٢٦.
(١) كذا جاءت كنيته واسم أبيه في الأصول والطبقات. ورسم في المدارك: أبو السمح طلق بن السمح».وعرف ابن ماكولا في الاكمال (٣٥٨: ٤) بأحد الرواة المعاصرين لمترجم الرياض وسماه «طلق بن السمح بن شرحبيل بن طلق بن رافع، أبو السمح. كان نفّاطا من أهل مصر في البحر يرمي بالنار. مات بالاسكندرية سنة ٢١١ «ثم نسب له الرواية عن جماعة من المحدّثين منهم موسى بن عليّ وابن لهيعة. فهل يكون هو نفسه المسمّى في كتب الأفارقة: «أبو الشيخ طلق بن الشيخ»؟ =