للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروي عنه أنه قال (٦): «قال بعض السلف: منهومان لا يشبعان: منهوم في العلم، ومنهوم في المال. فالمنهوم في العلم يزداد خشية للرحمن، والمنهوم في المال يزداد في الطغيان».

وروى أبو خارجة في سماعه من ابن أبي كريمة أنه قال: «من آثر الدينار والدرهم على أخيه المسلم، إذا اضطر إليه، لم يدخل حظيرة الفردوس».

وحدث أبو زكريا يحيى بن عون، قال: سمعت يحيى بن سليمان المغربي (٧) يقول: «قلت لابن أبي كريمة: مالي لا أراك تخرج إلى المسجد تصلي الجماعة وقد عرفت فضلها؟ » فقال: «رأيت قلوبا لاهية، -ومجالس ساهية، وألسنة لاغية، فخفت عليهم الداهية، فانصرفت عنهم في عافية».

١٢٢ - ومنهم أبو خالد عبد الخالق (*) المتعبد، يعرف القتاب (١) قال أبو العرب: كان من طبقة المجتهدين في العبادة، وكان من أصحاب البهلول، وكان راغبا في الآخرة، كثير الخوف، دائم الحزن، كثير المعروف، قليل الهيبة للملوك. روى عنه واصل بن عمرو (٢) المتعبد وحسنون (٣) بن هلال صاحب سحنون.


(٦) ينظر تخريج هذا الأثر والكلام على طرقه ورواياته: المقاصد الحسنة ص ٤٣٤.
(٧) هو ابو زكريا الخراز المعروف بالحفري، من علماء القيروان. تقدم تعريفنا به.
(*) مصادره: طبقات أبي العرب ص ٦٣ - ٦٧، معالم الايمان ٢٧: ٢ - ٢٩.
(١) كذا جاء إعجامه في الأصل. وفي (م) والمعالم: القتات-بمثناتين فوقيتين. وقد عرفت النسبتان ونسب اليهما جماعة. ينظر: اللباب ١٤: ٣ فالأولى، وهي المثبتة في النصّ، فنسبة الى بيع القتب، ضبطها ابن الاثير بفتح القاف وتشديد التاء فوقها نقطتان وبعد الألف باء موحدة. أما الثانية، وهي رواية (م) والمعالم، فنسبة الى بيع القتّ، وهو الفصّة، ضبطها ابن الاثير بفتح القاف وتشديد التاء الأولى، وبعد الألف تاء ثانية. وقارن بما جاء من هذه النسب وما يشبهها في الأكمال ٩٣: ٧ - ٩٥.ونلاحظ‍ ان نسخة طبقات أبي العرب المطبوعة قد خلت من هذا اللقب.
(٢) كذا في الأصل. وسيترجم له المؤلف تحت رقم ١٤٦ واسمه هناك: واصل بن عبد الله.
(٣) في الاصل: حسون. والمثبت من (م). ولعلّه هو نفسه حسنون الدباغ المعروف بابن زبيبة من أصحاب عبد الخالق-صاحب الترجمة-كما سيذكر بعد قليل في ثنايا الترجمة.