للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكر حمدون بن العسال، قال (٤): سألني سهل بن يونس بمصر عن عبد الخالق فقلت له: «قطعه الخوف عن (٥) العمل».فقال: «ما يضره ذلك. لو كان عبد الخالق في بني إسرائيل لصوروه في الكنائس».

وذكر حمدون المعروف بالخرنق (٦)، قال (٧): كنت مع عبد الخالق ذات يوم نحو «باب سلم» إذ أبصر جماعة من الناس قد اجتمعوا فسألني عن شأنهم، فقلت:

«قعدوا لخيل تستبق»، فقال لي: «محضر صالح، بلغني أن الملائكة تشهده»، ثم توجه وتوجهت معه إلى تلك الجماعة، فجلسنا حتى أقبلت الخيل وقد تقدمها فارسان وأحدهما تقدم صاحبه. فلم يزل الذي كان صاحبه [متأخرا] (٨) يحث [فرسه] (٨) حتى صار بين يدي صاحبه [وسبقه] (٨). فأخذ صاحبه قصب (٩) السبق.

فجعل عبد الخالق يتخلّل الناس حتى انتهى إلى الفرس السابق فجعل يقبّل جحفلته (١٠) ويقول: «بارك الله فيك، صبرت فظفرت»، ثم انجدل مغشيا عليه.

فاجتمع الناس عليه فلطفت بهم حتى أزلتهم عنه، وحملته على دابة حتى انتهيت به إلى موضعه، فأقام كم شاء الله مغشيا عليه، ثم أفاق. فذكرت له ما نابه (١١)، فقال لي: «لما رأيت الفرس الذي كان خلف صار أمام الذي كان أمامه، وأخذ فارسه [قصب] (١٢) السبق ذكرت تقدم أقوام وأنّ من خلفهم قد يصير هو المتقدم ويصيرون خلفه».


(٤) الخبر في الطبقات ص ٦٤ مع تمام السند، وفي المعالم ٢٧: ٢ بسند الرياض. وتصحف اسم الراوي في أصل الرياض وكذا في المعالم الى «سعيد» والتصويب من الطبقات. وهو مترجم في الرياض تحت رقم ١٣٩.
(٥) في الأصل: من. والمثبت من المصادر.
(٦) لعلّ هذا لقب لحمدون بن العسال المذكور في الخبر السابق وهذا الضبط‍ أخذناه من الطبقات. وفي الأصل: بالخريق.
(٧) الخبر في الطبقات ص ٦٦ - ٦٧ وبها تمام السند. وفي المعالم ٢٧: ٢ - ٢٨ بدون اسناد، وهو فيهما برواية موجزة.
(٨) ما بين المعقفين أضيف من الناشر السابق ليستقيم النصّ.
(٩) في الأصل: قصبات. والمثبت من (م). وفي الطبقات: قصبة.
(١٠) الجحفلة: بمنزلة الشفة للخيل والبغال والحمير. القاموس (جحفل).
(١١) في الطبقات: ما ناله.
(١٢) زيادة من الطبقات. وفيها: قصبة.