وحدث أبو ميسرة أحمد بن نزار الفقيه، قال:«كنت بجامع سوسة وأبو هارون الأندلسي جالس، فأتاه رجل ضعيف العقل من فقراء أهل سوسة فقال له:
«أطعمني الخبز والعسل» فقال: «نعم، إذا كان العصر تأتيني» وكان ذلك غدوة.
قال أبو ميسرة:«فكنت عنده وقت العصر جالسا حتى أتاه قوم من أهل القيروان، فدفعوا له صرة وقالوا: «يا أبا هارون، هذا سهمك من أزوادنا» فأخذها منهم، فبعد أن انصرفوا أتاه الضعيف للوعد، فحلّ الصرة وقال لرجل كان جالسا (٧٢): «خذ هذا القيراط اشتر له به خبزا وعسلا».قال أبو ميسرة:«فقلت له: بيّن لي قولك للرجل:
«تأتيني العصر» وأنت ليس معك شيء من الدنيا» فقال: «يا أبا ميسرة كأني أظن بالله عزّ وجلّ أن يتركني يوما كاملا بلا رزق؟ لا والله ما نظن هذا بالله عزّ وجلّ».