للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأكلوه. لله عليّ ألاّ أبيت (٧٢) في شيء منّ المنستير».فخرج منها ذلك الوقت، فغايت له الشمس عند «قصر لمطة»، ولم يعد إلى المنستير بعد ذلك.

ولم يزل مقيما ملازما «لقصر زياد» معتكفا على صيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ حتى توفي.

وكانت وفاته سنة سبع وأربعين ومائتين، ودفن على سيف البحر من ناحية شرقي القصر، رضي الله تعالى عنه. ومن بعض ما قيل فيه من المراثي (٧٣): قال حاتم الجبنياني (٧٤) المتعبد (٧٥):

لهفي على عبد الرحيم وفضله ... حتى الممات بكل قلب يستعر

ما كان أتقاه وأحسن أمره ... في الله يسعى قد تشمّر واتّزر

أما النهار فصائم متهجد ... والليل يهتف بالقرآن إلى السحر

شرب الهدى فملا الرشاد فؤاده ... وهوى الصلاح فما على ذنب عثر

طلب الخلود، فباع دنياه بما ... يبقى فقد ربح السعيد وما خسر

ولى حميدا راضيا عن ربه ... فلقد عفا عنه لأطيب مختبر

قد كان في قصص الغراب ... عجائب، للمسلمين جميعهم فيها عبر

بعث الغراب إليه رب محمد ... حتى ليعلمه بصالح ما ادخر

جعل الفتات له براحة كفه ... فدنا إليه به فقرّ ولم يطر

فهوى الغراب لأخذه متبادرا ... من كفه لم يكتس (٧٦) ثوب الحذر

يا معشر العباد قوموا فانصروا ... دين النبيّ ووقروه كما نصر

وصلوا الرباط‍ وجاهدوا فعساكم ... أن تظفروا بالصالحات كما ظفر


(٧٢) في الأصل: إن بتّ. والمثبت من المدارك.
(٧٣) يفهم من قوله: ومن بعض ما قيل فيه من المرائي. ان المؤلف أورد قصائد متعددة لشعراء متعددين. وهذا ما فعله عياض في المدارك ١٩٨: ٤ الذي يعتمد الرياض بالدرجة الأولى، إلاّ أن الناسخ اكتفى بمقطوعة واحدة لشاعر واحد.
(٧٤) في الأصل بدون إعجام. وقد جاء في هامش الأصل ازاء هذا السطر كلمة «بعضها» مما يفهم منه ان الناسخ اكتفى ببعض أبيات منها.
(٧٥) روى عياض من هذه القصيدة ثلاثة أبيات أولها انفرد به والثاني والثالث هما في رواية الرياض بنفس الترتيب.
(٧٦) في الأصل: يكتسي.