للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أحمد بن أبي حبيب وغيره: «حدثنا الذين أدركناهم، قالوا: «كان (٦٢) عبد الرحيم يأخذ الفتات في يده ويبسطها، فينزل الغراب على يده فيلتقط‍ ما عليها من الفتات»، وقالوا: «رأينا ذلك منه عيانا».

قالوا: «ومشهور عنه أنه كان يجتمع مع أبي العباس الخضر خلف «صومعة زياد» في الناحية الشرقية (٦٣) منها».

ويذكر عن عبد الرحيم أنه رأى ليلة من ليالي رمضان في منامه قائلا (٦٤) يقول له:

«كل (٦٥) من بات في هذا القصر مغفور (٦٦) له إلا صاحب التليس».وقد بات في قصبة «القصر» تلك الليلة خلق كثير، فلما صلّى عبد الرحيم الصبح (٦٧) خرج، وكان من شأن [الناس] (٦٨) أن يودعوه وهو في بيته. فنزل ذلك اليوم إلى سقيفة القصبة، فودعه الناس وسألوه الدعاء، فتقدم إليه صاحب التّليس ليودعه، وقد خف الناس عنه، فقال له سرا فيما بينه وبينه: «يا بني، رأى رجل في المنام أن كل من بات في هذه القصبة مغفور (٦٦) له إلا صاحب التّليس، وأخاف أن تكون أنت هو، فعرفني: «ما الذي صنعت؟ » فقال: «أنا عبد مملوك أبقت من سيدي» فقال له: «يا بني، ارجع إلى سيدك وتب إلى الله تعالى من ذنبك» وانصرف عنه، فرجع العبد إلى سيده.

وذكر عن جماعة من الشيوخ قالوا (٦٩): خرج (٧٠) عبد الرحيم سنة من السنين إلى المنستير فنزل في «قصر الكبير»، فلما كان العشيّ سمع حس مهاريس، فقال: «ما هذا؟ » فقيل له: «المرابطون يدقون التوابل لقدورهم» فاسترجع عند ذلك وقال: «ما هكذا أعرف حالة المنستير قديما، عند سكانها (٧١) شيء من دقيق الشعير في القلة، وشيء من الزيت، فإذا كان عند إفطارهم لتّوا ذلك الدقيق بشيء من الزيت


(٦٢) الخبر في المدارك ١٩٦: ٤ بدون اسناد. وينظر عن العلم المسند عنه: تعليقنا اعلاه رقم ٥١.
(٦٣) في الأصل: الشرقي.
(٦٤) جاءت هذه العبارة في الأصول: انه رأى ليلة في منامه من ليالي رمضان قائلا
(٦٥) في الأصل: كان. والمثبت من (م).
(٦٦) في الأصل: مغفورا. والمثبت من (م).
(٦٧) في الأصل: صبح. والمثبت من (م).
(٦٨) زيادة من (م).
(٦٩) في الأصل: قال.
(٧٠) الخبر في المدارك ١٩٦: ٤.
(٧١) جاءت هذه العبارة في الأصل: حالة المنستير-قديما عند سكانها كان شيء. ونقلها عياض في المدارك بتصرف. فرأينا تقويمها على النحو المثبت في النصّ.