كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ذكر الطبقة الثالثة - ٨٦ - منهم البهلول بن راشد الحجري الرعيني (¬*)، مولى لهم. - ج: 1 - ص: 201

سمع منه سحنون وعون بن يوسف وأبو زكريا الحفري وعبد المتعالي (٤)، وسمع منه يحيى بن السلام حديثا واحدا. وروى عنه عبد الله [بن] (٥) مسلمة القعنبي، قال القعنبي: حدثني البهلول: «وهو وتد من أوتاد المغرب (٦)».وروى عنه مسلم بن الحجاج في «سننه» (٧)، وذكر ابن الجهم (٨) عن يزيد الفقير (٩) أنه روى عنه، قال: لقيته بالمغرب، قال: وكان حسن الهيئة، ذكر ذلك ابن الجهم في «كتاب الجزية» (١٠).

كان مولده ومولد عبد الله بن غانم وعبد الرحمن بن القاسم في سنة واحدة، سنة ثمان وعشرين ومائة. وتوفي، رحمه الله تعالى، سنة ثلاث وثمانين ومائة، بعد وفاة علي بن زياد بخمسة وثلاثين يوما، ودفن «بباب سلم» وقبره هناك مشهور (١١).

وألف ديوانا في الفقه. [و] (١٢) الغالب عليه (١٣) مذهب مالك، وربما مال إلى قول الثوري.

---

(٤) كذا في الأصول. ولعله عبد المتعال القصطلاني المذكور في ترجمة البهلول (الطبقات ص ٦١) ويستفاد من الخبر أنه من أصحاب البهلول.
(٥) زيادة من (م) والمصادر.
(٦) في المعالم: الأرض.
(٧) هو ما اشتهر عند المتأخرين ب‍ «الجامع الصحيح» أو أضيف إليه فقيل «صحيح مسلم» واسمه كما ورد في المصادر القديمة «المسند الصحيح المختصر من السنن، بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم».ينظر. فهرست ابن خير، ص ٩٨.ونلاحظ‍ أن جميع من ترجموا لرجال الصحاح وأشهرها: «الكاشف عن رجال الكتب الستة، للحافظ‍ الذهبي «وتهذيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال» للحافظ‍ ابن حجر. لم تذكر البهلول في جملة من خرج لهم أصحاب الصحاح.
(٨) يرجّح أنه: محمد بن أحمد بن محمد بن الجهم. يكني أبا بكر ويعرف بابن الورّاق المروزي. من كبار فقهاء المالكية البغداديين له معرفة بالحديث والآثار. توفي سنة ٣٢٩.أو ٣٣٣. ينظر: فهرست ابن النديم ص ٢٥٣، ترتيب المدارك ١٩: ٥ - ٢٠.
(٩) هو يزيد بن صهيب الكوفي. أبو عثمان المعروف بالفقير بفتح الفاء بعدها قاف، قيل له ذلك: لأنه كان يشكو فقار ظهره، محدث ثقة روى عن بعض الصحابة عدّه ابن حجر في الطبقة الرابعة، وهم الذين جلّ روايتهم عن كبار التابعين. ينظر: تقريب التهذيب ٣٦٦: ٢.
(١٠) لم يذكره مترجموه ضمن مؤلفاته. (ينظر التعليق رقم ٨).
(١١) في الأصل: مشهورا.
(١٢) زيادة من (م) والمعالم.
(١٣) قرأها ناشر الطبعة السابقة: الفقه العالي على مذهب مالك وهي قراءة سيئة. وما في الأصل موافق لما في (م) والمعالم.