للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[وعن] (٣) يحيى بن عمر، قال: [حدثني] (٣) أبو الربيع سليمان ابن داود بن أخي رشدين بن سعد (٤)، قال: قدم ابن الخنّاق (٥) الإسكندرية بمراكب قمح فاستبشر لها أهل الإسكندرية وفرحوا بها، قال: فلما وصل بها خزنها، فحزن الناس لذلك، وأتوا إلى أبي عيسى مروان الناسك، فقالوا: «يا أبا عيسى، نحن في ثغر من ثغور المسلمين، وقد قدم ابن الخنّاق (٥) بطعام واحتكره علينا»، قال: فلما صلّى العصر وفرغ من دعائه قال: «اللهم إن فلانا قدم علينا بمراكب موسوقة كأنها إبل مقطورة (٦)، وزعم أنه لا يبيع الطعام إلا بكذا وكذا، اللهم فبعه عليه ثلاثة أرادب (٧) وأربعة أرادب وخمسة أرادب».قال أبو الأصبغ: فأخبرني من وقف عليه وهو يباع إلى آخر ما انتهى إليه دعاء أبي عيسى.

زياد بن سفيان (٨)، قال: سرق رجل حمار أبي عيسى، فكان يقول في دعائه:

اللهم وصاحب الحمار فتب عليه! قال: فلما كان بعد ذلك إذا برجل قد جاء فسلم عليه، فقال له: «[من] (٩) أنت رحمك الله؟ » قال: «أنا والله سارق الحمار، فاجعلني في حلّ، وهذا حمارك.

حدث «سعيد الأدم» عن سكر الناظرين (١٠) قال: كنت مع أبي عيسى مروان بإفريقية قبل انتقاله إلى الإسكندرية، وكان يقال إنه مجاب الدعوة، فأخرج دينارا يشتري به طعاما في سنة مجاعة وشدة، فلقي سائلا يقول: (مَنْ [ذَا] الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً؟ ) (١١) فقال في نفسه: «لك ثلثه» فجاءه إبليس فوسوس إليه وقال له: «وما عسى أن يقع منك ثلثه في هذا الغلاء؟ » فأراد أن يرغم الشيطان، فقال في


(٣) زيادة من المعالم.
(٤) في الأصل بدون إعجام. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: رشد بن وفي المعالم: رشيد بن سعيد. وكلّه مصحّف عما أثبتنا. وقد عرفنا به في الترجمة السابقة. تعليق رقم ٨.
(٥) في الأصل بدون إعجام. وأخذنا ضبطه من (م) والمعالم.
(٦) قطر الإبل: قرب بعضها إلى بعض في سياق واحد، فهي مقطورة (المعجم الوسيط‍: قطر).
(٧) ج. اردب. وهو مكيال للحنطة. ينظر عنه: المكاييل والأوزان الإسلامية ص ٥٨.
(٨) الخبر في المعالم ٢٥٠: ١.
(٩) زيادة من المعالم.
(١٠) كذا في الأصل بدون إعجام. وفي (م): شكر. وفي المعالم: سكن الناظر.
(١١) سورة الحديد آية ١١.