للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشاب، فلما بلغ ذلك زيدا قال: «ما هذا الذي أردتم؟ و [ما] (١١) الذي بلغني أنكم تنفستم به في شأن الشاب؟ » فقالوا: «هو ما قيل لك، أصلحك الله، لاستخفافه بحقك وامتهانه لقدرك وعلمك» فقال لهم: «أعطي الله عهدا إن تقدم إليه أحد منكم إلا بالتي هي أحسن [ما] وطئ (١٢) لي بساطا. أنا أصلح شأن الشاب».فصرّ صرة فيها عشرة دراهم، وجعلها في جبته (١٣)، واستعمل لفردة (١٤) نعل من/نعليه قبالا (١٥) واهيا، ثم توجه إلى الجامع. فلما مر بالشاب عاود اللفظ‍ القبيح حسب عادته، فلما حاذاه اتكأ على القبال فقطعه، ثم مال إلى الشاب فسلم عليه ثم قال: «أي بني، لعل عندك قبالا (١٦)؟ » فأعطاه قبالا، فدفع إليه بالصرة، فقال له الشاب: «ما بال هذه الصرة؟ » فقال: «إنك صنعت لي هذا القبال، فهو مكافأة لك عليه» وانصرف مع الطلبة إلى الجامع. فلما انصرف من الجامع وقرب من حانوت الشاب قام الشاب على قدميه وقال: «الحمد لله الذي اختص بلدنا بهذا الشيخ الفاضل»، ثم قال: «اللهم أبقه لنا واحرزه للمسلمين، فلقد انتفع به شبابنا وحظي به شيوخنا. ليت في بلدنا آخر مثله».

استعمل، رحمه الله تعالى، أدب ما أنزل عزّ وجل في كتابه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَما يُلَقّاها إِلَاّ الَّذِينَ صَبَرُوا، وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ‍ عَظِيمٍ) (١٧).


(١١) زيادة يقتضيها السياق. وهي من عمل الناشر السابق.
(١٢) في الأصل: ووطي. والتصويب من الناشر السابق وعبارة المدارك لاقصينّه ولا وطئ لي بساطا.
(١٣) في المدارك: جيبه.
(١٤) كذا في الأصل. وفي المدارك: لفرد وقارن ب‍: ملحق القواميس ٢٥١: ٢.
(١٥) القبال: زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الاصبعين. النهاية ٨: ٤.
(١٦) في الأصل: قبال. والمثبت من المدارك.
(١٧) سورة فصلت آية ٣٤ - ٣٥.