للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نافع، وروى عنه عبد الكريم بن الحارث وموسى بن أيوب (١).

دخل إفريقية مع أبيه عقبة، وشهد معه بعض مغازيها.

ابن وهب في «موطئه»، يرفعه عن أبي عبيدة، قال: «كنت مع أبي عقبة بن نافع بإفريقية، فقصر الصلاة في أسفاره سنة أو سنتين، حتى كتب إليه معاوية بن أبي سفيان فعزم عليه ليتمّن».

قال عبد الله (٢): وإنما التزم معاوية في ذلك فعل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما، لأن عثمان أتم الصلاة بمنى (٣). وإنما فعل ذلك عثمان لما قيل له: إن بعض القادمين من الآفاق ممن حضر الحج وقصر الصلاة بمنى حسبوا أن الصلاة قصرت، فنقلوا ذلك إلى بلدانهم، فالتبس ذلك على من لا علم عنده ولا دراية بالسنن والفقه في دين الله تعالى، فأتم عثمان الصلاة بمنى ليشتهر عند جميع من حضر الموسم من أهل الآفاق وغيرهم أن الصلاة لم تقصر، وأنها باقية على الفريضة التي فرضها الله عزّ وجلّ على عباده، وأن القصر إنما هو سنة في السفر لا فرض؛ وكذلك تأولت عائشة رضي الله تعالى عنها في إتمامها في السفر، كما تأول عثمان رضي الله تعالى عنه. وهذا أحسن ما يتأول عليهما في ذلك (٤).


(١) نرجح انه: موسى بن ايوب: ، ويقال: ابن أبي أيوب، المهري أبو الفيض الحمصي، مشهور بكنيته ثقة، عداده في الطبقة الرابعة. تقريب التهذيب ٢٨١: ٢.
(٢) في الأصل عبيد الله. وهذا تعقيب من المؤلف: عبد الله بن محمد المالكي.
(٣) ينظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري ٢٨٣٣: ١ - ٢٨٣٤ وكامل ابن الاثير ١٠٣: ٣ - ١٠٤.
(٤) ختم ابن حجر ترجمته بقوله: «توفي سنة سبع ومائة وهو يريد الحج» (تهذيب التهذيب).