للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استجبت لنا فأرنا علامة ذلك» فرفع رجل من القوم رأسه فإذا بنور ساطع؛ قال إدريس: «فظننت أن الرافع رأسه حيوة».

قال عبد الله: «ورأيت لخالد ابن أبي عمران دعاء كان يدعو به لا يكاد يفارقه، وجدته بالمنستير بخط‍ محمود المتعبد (٢٧) وهو:

«الحمد لله الذي فتق عن أكمام الغفلة بنور الإخلاص، والحمد لله الذي كشف رين (٢٨) القلوب بنور اليقين، والحمد لله حمدا دائما بدوام ربوبيته، والحمد لله كما يجب له على جميع خلقه، سبحان الله وبحمده تسبيحا يبلغ أقطار السموات ويبلغ الرمل والثرى وما بين ذلك، وسبحان الله وبحمده تسبيحا تخشع له السموات السبع ومن فيهن والأرضون ومن فيهن، وسبحان الله وبحمده من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم، ومن حيث علم ربي وعلى لسان كل قائل؛ رب إني إن انقطع أملي من عملي لم ينقطع أملي منك، فحقق رجائي ولا تحقق حذري، واستر عورتي، وسكن روعتي. أنت دليلي، إليك أشكو بثي وحزني وفاقتي وفقري، فيا حزني في قلة شكري، ويا حزني إن أصبت بنفسي وأنت غير راض عني، فلا تعذبني بالنار بعد أن أسكنت توحيدك قلبي، فإنك إن عذبتني بالنار جمعت بيني وبين قوم عاديتهم فيك، اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وفي القبر وحشتي، وبين يديك ذل مقامي، اللهم إني أعوذ بك أن يفرط‍ عليّ وعلى ولدي وأهلي، أو أن يطغى [علينا] (٢٩). جل جلالك، وعز جارك، وتبارك اسمك. هذا مقام العائذ بك، الهارب إليك، يا وارث أيام الجبارين يا رحمن الدنيا والآخرة. اكفنا البلاء كله، عاجله وآجله. وصلّى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم».


(٢٧) الراجح أنه محمود السبائي المتعبد بالمنستير الذي نقل عنه المؤلف أخبارا في هذا الجزء والذي يليه. ينظر: (فهرس الأعلام).
(٢٨) في الأصل: ريب. واقترح ناسخ الأصل قراءة ثانية لها وهي المثبتة في النصّ. والرين: الصدأ. ومنه قول الله عزّ وجلّ (كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) (المطففين ١٤) ينظر: معجم ألفاظ‍ القرآن ٥٢٩: ١.
(٢٩) زيادة يقتضيها السياق.