للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر (٢٦) بعض المصنفين عن أبي عمرو ميمون بن عمرو بن المغلوب (٢٧) صاحب سحنون، قال: «حدثني أبو زكرياء القصير عن عبد الله بن فروخ أنه قال: أتيت الكوفة وأكبر أملي السماع من سليمان بن مهران الأعمش، فسألت عنه، فقيل [لي] (٢٨) إنه غضب على أصحاب الحديث، فحلف أنه لا يسمعهم إلى وقت ذكروه.

قال: فكنت أختلف إلى داره طمعا أن أصل إليه، فلم أقدر على ذلك، فجلست يوما على بابه وأنا مفكّر (٢٩) في غربتي وما حرمته من السماع منه، إلى أن فتح الباب، فخرجت جارية، فقالت: «ما بالك على بابنا؟ » فقلت: «أنا رجل غريب»، وأعلمتها بخبري، فقالت: «وأين بلدك؟ »، فقلت: «إفريقية» فانشرحت لي وقالت: «أتعرف القيروان؟ » قلت لها: «ومن أهلها أنا! » قالت: «لعلك تعرف دار ابن فروخ؟ »، ثم تأملتني وقالت: «عبد الله؟ » قلت: «نعم! » فإذا هي جارية كانت ببلادنا-أو قال من بلادنا، وأظنه قال: كنت رضيعا لها فأبعناها وهي صغيرة-فصارت إلى الأعمش، [وكانت لها دالة عليه، فدخلت عليه] (٣٠)، فقالت [له] (٣١): «ابن مولاي، الذي كنت أخبرك بخبره، بالباب» فأمرها بإدخالي، وأسكنني في بيت قبالته، فكنت أسمع منه وحدي وقد حرم سائر الناس، إلى أن قضيت أربي منه».

قال: وكان مالك يكرمه ويعظمه. وفي (٣٢) هذه السفرة اجتمع مع أبي حنيفة؛ وذاكره وكتب عنه مسائل كثيرة غير مدونة يذكر أنها نحو عشرة آلاف مسألة، وقد لقيه قبل أن يدون كتبه (٣٣).


(٢٦) الخبر بهذا الإسناد في المعالم ٢٤١: ١، وبدون إسناد في تاريخ إفريقية والمغرب ص ١٧٩ والمدارك ١١٠: ٣.
(٢٧) ترجم له المالكي في الرياض ٢ تحت رقم ٢٠٠، وقد أشرنا هناك إلى مصادره وتحدثنا عن اضطراب المصادر في سلسلة نسبه. ورجحنا هناك أن صواب لقبه: ابن المغلوب ثانيه غين معجمة وآخره باء موحدة.
(٢٨) زيادة من المصادر.
(٢٩) في المعالم: وأنا متفكر. وفي تاريخ إفريقية: أتفكّر.
(٣٠) زيادة من تاريخ افريقية والمغرب. وقد خلت منها بقية المصادر.
(٣١) زيادة من المصادر.
(٣٢) قارن بالمدارك ١٠٩: ٣.
(٣٣) في المطبوعة: كتابه. وكذا في المعالم.