للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل: إنه لما بعث وراءه ليضربه تحاشد إليه الناس والجماعات، فزاد العكّي ذلك حنقا عليه، فأخرج إلى الناس أجناده ففرقوهم، وأمر بتجريده وضربه، فرمى عليه بأنفسهم جماعة، فضربوا. ثم ضرب أسواطا دون العشرين، وحبسه ثم أخرجه فبرأ الضرب من جسمه إلا أثر سوط‍ واحد فنغل (٩٧)، فكان سبب موته.

بهلول قال (٩٨): «أقمت ثلاثين سنة أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» فلما كان يومي مع العكّي أنسيت أن أقولها، فابتليت به».

قال أبو عثمان: وإني لأقولها كل صباح خمسين مرة وكل مساء خمسين مرة منذ كم شاء الله من الدهر، إنما أفتح عيني إليها بروعة.

أبو زرجونة، قال (٩٩): لما ضرب بهلول دخلت عليه، فبينا أنا عنده إذ سمعت بكاء رجل داخل من الباب وهو يبكي، فإذا هو عبد الله بن فروخ (١٠٠)، فأتى فجلس قدام بهلول وهو يبكي، فقال له بهلول: «سبحان الله يا أبا محمد، ما يبكيك؟ » قال: «أبكي لظهر ضرب في غير حق»، فقال له: «يا أبا محمد، قضاء وقدر».

قال أبو زرجونة (١٠١): فنحن جلوس حتى أرسل إليه العكّي بكسوة وكيس، فأبى البهلول أن يقبله ورده مع الرسول، فردّ العكّي الرسول إليه وقال له: «يقول لك العكّي: «إن كنت لم تقبل مني فاجعلني في حلّ»، فقال له البهلول: «قل: له ما حللت يدي من [العقالين] (١٠٢) حتى جعلتك في حل» فاغتم العكّي لذلك وندم.

ونظر العكّي إليه من حيث لا يشعر البهلول فجعل يقول/: «تبارك الله، كأنه والله سفيان الثوري».


(٩٧) عبارة المدارك: « ... تنغّل فصار قرحة ... »
(٩٨) النصّ في المدارك ١٠١: ٣ والمعالم ٢٧٦: ١.
(٩٩) الخبر في المدارك ٩٩: ٣ والمعالم ٢٧٧: ١ بنفس الإسناد.
(١٠٠) من اليسير ردّ هذا الخبر ومثله ما تقدّم في ترجمة ابن فروخ من محاولته الخروج على العكّي لأن المصادر تجمع على وفاة ابن فروخ سنة ١٧٥ قبل ولاية العكي بكثير. يراجع تعليقنا على تاريخ وفاة ابن فروخ في ترجمته رقم ٧٧ تعليق رقم (١٠).
(١٠١) بقية الخبر انفرد به المعالم. ونهايته في المدارك ١٠١: ٣.
(١٠٢) في الأصل: المعاس. بدون إعجام. وفي (م): العقابين. والمثبت من المدارك والمعالم.