للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمتكآت (٦) من أول المجلس إلى آخره، وفي صدر المجلس نمرقة عظيمة ومتكئة (٧) على اليمين وأخرى على الشمال وأخرى إلى الحائط‍.فقلت في نفسي: هذا مجلس الشيخ أبي عبد الله. ثم دخلت فخرجت وفي حضنها مراوح (٨). فوضعت على كل متكئة مروحة، ثم دخل مشايخ فقعدوا، ثم خرج مالك يتهادى بين تلك الجارية الصفراء وفتى، ورجلاه تخطان (٩) في الأرض من الكبر (١٠)، وكأني انظر إلى جماله وبهائه وإلى شعر رأسه وقد تعقف جعودة، حتى أتيا به إلى ذلك المجلس، فجلس وسوّى عليه ثيابه.

فلما استوى جالسا سلّم فعم بسلامه أهل المجلس فردوا عليه السلام، فقمت فدفعت إليه كتاب ابن غانم، فقال: عاد صاحبك (١١) على القضاء؟ فقلت: نعم.

فقال: ما ذاك بخير له. ثم قرأ (١٢) الكتاب، فالتفت (١٣) إلى القوم فقال لهم: هذا كتاب ابن غانم أتاني في هذا الرجل، يخبرني عن حاله في بلده وقدره، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم عميد (١٤) قوم فأكرموه».قال: فقمت من بين يديه، فأوسع لي رجل، فجلست. فذكروا العلم فقال مالك: لا يؤخذ هذا العلم إلا عن الموثوق بهم في دينهم، الحسن مخبرهم، [قال] (١٥): ثم يأتي الرجل فيسأله عن المسألة، وأنا قاعد، فربما قال: «العلم أوسع من ذلك، العلم أوسع من ذلك،


(٦) في الأصل: المنكبات. والمثبت من (م).
(٧) في الأصل: ومتكآت. والمثبت من (م) والطبقات.
(٨) في الأصول: بمراوح. والمثبت من الطبقات.
(٩) في الأصول: تخط‍.والمثبت من الطبقات.
(١٠) رواية المدارك: تخط‍ رجلاه الأرض كبرا.
(١١) في الأصول: عاد حقا. والمثبت من الطبقات. وقارن برواية المدارك.
(١٢) في الأصل: قبل. والمثبت من (م) والطبقات.
(١٣) في الأصل: ثم التفت. والمثبت من (م) والطبقات.
(١٤) كذا في الأصول والطبقات والمعالم. وفي رواية المدارك: كريم. وهي الرواية المشهورة وينظر تخريجنا له في ترجمة ابن غانم (الترجمة رقم ٨٧ تعليق رقم ٢١).
(١٥) زيادة من (م) والطبقات.