للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دخلت على الأغلب (٢٧) فإذا الجعفري والعنبري (٢٨) يتناظران في القرآن، والجعفري ينكر أن يكون القرآن مخلوقا، والعنبري يقول إنه مخلوق، فلما رآني الجعفري قال:

«قد جاء شيخنا أبو محمد يعينني عليكم».قال: فلما جلست قلت للعنبري: «وما أنت وذا؟ هذا بحر عميق، عليك بجربان (٢٩) البصرة».يعني النخل العنبري. فقال العنبري: «إن كان أبو محمد معك (٣٠) فهذا الأمير معي»، يعني الأغلب، فقلت:

«ما للملوك والكلام في الدين؟ » فأحفظه ذلك، يعني أغضبه، ثم قال لي: «[يا أبا محمد] (٣١)، وكذلك من أتى السلطان هو مثل السلطان».فقلت له: «إنما أتاكم الآتي لأنكم خير ممن هو شر (٣٢) منكم، ولو أتى من هو خير منكم لأتاه (٣٣) الناس ولم يأتوكم (٣٤)».

سليمان بن خلاد، قال (٣٥): قلت لابن أبي حسان: «أرأيت هذا الذي يقول الناس في أبي بكر وعليّ؟ » -يريد التفضيل بينهما-فرفع يده فضربني الصدر ضربة واحدة أوجعتني، ثم قال: «ليس هذا دين قريش ولا دين العرب. هذا دين أهل «قم»، قرية من قرى خراسان».ثم قال: «والله ما يخفى علينا نحن من يستحق الولاية بعد والينا، ولا من يستحق القضاء بعد قاضينا، فكيف يخفى على


(٢٧) الأغلب بن ابراهيم بن الاغلب، ابو عقال، ويلقب ب‍ «خزر» رابع الامراء الاغالبة كانت مدة ولايته قصيرة (رجب ٢٢٣ - ربيع الآخر ٢٢٦) البيان المغرب ١٠٦: ١ - ١٠٧.
(٢٨) لم نعثر على ترجمة للجعفري في المصادر التي بين أيدينا. اما العنبري فقد عثرنا في المدارك ١٩٢: ٤ على ترجمة علم يحمل هذه النسبة ويعيش في العصر المتحدث عنه وهو محمد بن تميم العنبري، من أهل قفصة، وله ابن اشتهر بالعلم كأبيه ويدعى: هبة الله. وتوفي الاب سنة ١٦٢ وقد عمّر. ومات ابنه قريبا من ذلك. وما يذكر عنه في هذا النصّ من القول بخلق القرآن يتعارض مع ترجمة عياض له في المدارك.
(٢٩) في الأصول: بخرفان. إلا انها جاءت مهملة في (ب)، وقد اخذنا بضبط‍ طبقات أبي العرب. وفي اللسان (جرب): عن أبي حنيفة (الدينوري)، الجربة: كل ارض اصلحت لزرع أو غرس. واستعارها امرؤ القيس للنخل فقال: «*كجربة نخل، أو كجنّة يثرب*».
(٣٠) في الأصول: معه. والمثبت من الطبقات.
(٣١) زيادة من الطبقات.
(٣٢) في المدارك: أشر.
(٣٣) في الأصول: لاتوه. والمثبت من الطبقات والمدارك.
(٣٤) يراجع تتمة الخبر في الطبقات.
(٣٥) انفرد المالكي برواية هذا النصّ.