للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسجده فسلم عليه ثم أعلمه بما انهدم في داره، وشاوره في بنيانه ومن يرى أن يبنيه فأمر بعض غلمانه فأتاه بثلاثين (٤٣) دينارا فدفعها إليه وقال: «استعن بهذه على بنائك» فلما مضى قال له بعض ولده: «أتاك يشاورك في بنائه، دفعت له ثلاثين (٤٣) دينارا؟ » فقال له: «يا بني، لست ببناء ولا صاحب مرمة، وإنما تعرض [لمشورتنا] (٤٤) لمعروفنا».

ولقد (٤٥) ثار الجند على زيادة الله وعاثوا عليه: وأغاروا (٤٦) على منازل ابن أبي حسان، وانتهبوا جميع ما كان له بها، وطلبوه، فاستخفى بالقيروان، فبلغني أنه قال هذه الأبيات يذكر فعلهم (٤٧):

أباح طغام الجند جهلا حريمنا ... وشقوا عصا الإسلام من كل جانب

وعاثوا وجاروا (٤٨) في البلاد سفاهة ... وظنوا بأن الله غير معاقب

ولو أنهم عرب كرام لدافعت ... نفوس كرام عن حريم الأعارب

ولكنهم أوباش كل قبيلة ... وقبط‍ وأغنام لئام المناصب (٤٩) (*)


(٤٣) في المعالم: خمسين.
(٤٤) زيادة من المعالم.
(٤٥) الخبر في المدارك ٣١٣: ٣.
(٤٦) في المدارك: أغاروا.
(٤٧) البيتان الأول والثاني في المدارك. اما الثالث والرابع فلهما رواية أخرى تختلف عن رواية الرياض.
(٤٨) في المدارك: أثاروا.
(٤٩) كذا في الأصل: وفي القاموس (نصب) النصاب: الأصل، كالمنصب. وأصلحها ناشر الطبعة السابقة المناسب. اعتمادا على رواية المدارك. والبيت الذي جاء فيه هذا اللّفظ‍ بيت آخر من نفس القطعة ولا صلة له ببيت الرياض.
(*) نلاحظ‍ ان المالكي لم يؤرخ وفاته فضلا عن مولده وقد رأينا اتماما للفائدة نقل ذلك عن المدارك ٣١٥: ٣ وتوفي ابن أبي حسّان سنة سبع، وقيل ست، وعشرين ومائتين. قال ابن سحنون. مات وهو ابن سبع وثمانين سنة. مولده سنة اربعين ومائة.
وفي ما يتصل بتاريخ وفاته فقد اخذ بالقول الأول-سنة سبع-ابن الأثير وابن عذاري، بينما اخذ بالرأي الثاني-سنة ستّ -الدباغ وحده. أما ما جاء في طبقات أبي العرب في تاريخ وفاته «سنة تسع وعشرين» فلا يعدو ان يكون من تشابه الحروف.