للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا المكان (٣٦)؟ » قال: «بالمحاسبة للنفس (٣٧) والمناقشة لها. حسبك الآن، حسبك! ».

قال ذو النون (٣٨): «سمعت أستاذي شقران المغربي يقول في بعض مواعظه: «يا أخي، إن الله عزّ وجل عبادا [ .... ] (٣٩) فألفوا، وطلبوا فرحلوا، وقصدوا فوصلوا؛ أولئك الربانيون والأحبار وعمال الله الأبرار، أولئك قوم كرمت نفوسهم على الله فركبوا مطية النجاة إلى الله، وأحياهم عند ذلك حياة الأصفياء، ثم أمدهم بمعونات الأقوياء. فسبحانه ما أك‍ [رمه فيما أ] (٤٠) عطاهم وخولهم، ولقد دعاهم فأجابوا، ولقد قبلوا فأصابوا».ثم قال: «أواه! ألا مريد صادق؟ ألا فتى نمّت عليه الحقائق؟ مالي لا أرى الصادقين؟ مالي عدمت أهل اليقين؟ ألا فجدّوا، فإن الطريق واضح. ثم اسمعوا مني، وإني لكم ناصح، فكم بين (٤١) من هو غدا (٤٢) مكرم محبور إلى من هو موبخ بما جنى محقور، ثم يؤمر به إلى لظى مجرور. ويحكم! إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) (٤٣). ثم قال: «ألا لهج خدوم؟ ألا ثكل ندوم؟ ألا حبيب لبيب؟ ألا صفي كئيب؟ ألا تائب يثوب؟ ألا خادم يذوب؟ ألا راغب في الجزيل؟ ألا عارف بالجليل؟ أين من استراحت بواطنه بحب الله تعالى؟ أين من ظهرت على جوارحه شواهد الهيبة؟ أين من اقترب الرب تعالى من سرائره؟ أين من دانت لمعاملة الله عزّ وجل ظواهره؟ أين من خبر الطريق؟ أين من نظر بالتحقيق؟ أين من أدناه فلم يبرح؟ أين من شوّق فلم يقرح (٤٤)؟ أين من شجى فباح؟ أين من بلي


(٣٦) كذا في الأصول والمعالم. ورواية صفة الصفوة: بم تتبين الزيادة من النقصان.
(٣٧) رواية صفة الصفوة: «عند المحاسبة للنفوس».
(٣٨) انفرد الرياض بهذا النصّ.
(٣٩) يبدو أن هنا مقدار كلمة ناقصة في معنى: علموا. من تعليق لناشر الطبعة السابقة.
(٤٠) موضع تقطيع في الأصل. اجتهد في قراءته واتمامه ناشر الطبعة السابقة.
(٤١) كذا في الأصل. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: يلق.
(٤٢) تكررت عبارة: من هو. ورأينا حذفها والاكتفاء بما ورد قبلها.
(٤٣) سورة النحل آية ٣٠.
(٤٤) في الأصل بدون إعجام. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: بالفاء. ولعلّ صوابها: بالقاف، من القرح.