للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يهوديا طوافا (٢٧) فأكل معنا، فقال: «أما تستحيون من الله تعالى؟ تأكلون (٢٨) مع من كفر بالله! » فنزل اليهودي من الغرفة وهو يرعد.

ويروى (٢٩) عنه أنه أراد أن يشتري دابة من القيروان، فقيل له: «إنهم يأخذون ربع درهم على الباب»، فرجع فقال: «والله لا أشتري من ها هنا، وليس بي ما ذكرتم ولكن يقال فلان أعطى حق الباب فيرون أنه حلال».

واشترى (٢٩) من القيروان حمارا فوجده ربوضا (٣٠)، ووجد فيه عيوبا كثيرة، وقالوا له: «هذا حمارك كثير العيوب، فرده على النخاسين» فقال: «لا أفعل، فإني استخرت الله تعالى فلست أرده».

وحدث (٣١) محمد بن لله (٣٢) -شيخ كان من المخبتين مخمول الذكر وكان من المخزونين (٣٣) -قال: بينما إسماعيل بن رباح في سفر إذ وافى رجلا من أهل الساحل ومعه أهله وولده وهم بحال رثة، فرفع رأسه إليهم [كالناظر] (٣٤) إلى فرصة ثم ثار (٣٥) إلى الساحلي فقال له: «يا ساحلي، كم تزيدني على كسائك [هذا] (٣٦) وأعطيك كسائي [هذا] (٣٦)؟ ».وكان كساء الساحلي خلقا وكساء إسماعيل جديدا، فقال له: «ما عندي ما أزيدك، ما عندي إلا ثلاثة دراهم».فبادر إسماعيل فألقى كساءه، وبادر الساحلي فألقى كساءه إلى إسماعيل وأعطاه الدراهم الثلاثة، واشتمل إسماعيل


(٢٧) الطواف هنا اما ان يكون المقصود به: الخادم يخدمك برفق وعناية (القاموس: طوف) واما ان يكون المقصود: الشخص الذي يدور بين المدن والقرى والمداشر بقصد البيع والتجارة. قارن بملحق القواميس (طوف).
(٢٨) في الأصل: تاكلوا. والمثبت من الطبقات.
(٢٩) الخبر انفرد به الرياض.
(٣٠) الربض: كالبرك للبعير (القاموس: ربض).
(٣١) الخبر في الطبقات ص ٦٩ مع تمام السند.
(٣٢) ينظر تعليقنا السابق رقم ٢٠.
(٣٣) كذا في الأصل. وفي الطبقات: من المجذوبين.
(٣٤) ذهبت أكثر حروف هذه الكلمة بسبب سوس بالأصل. فاستعنا في قراءتها بالطبقات.
(٣٥) كذا في الاصل وليس صحيحا ما ذكره ناشر الطبعة السابقة من كونه غير معجم وهو يقصد أنّه اندفع نحوه أو كلّمه باندفاع. ينظر: ملحق القواميس ١٦٦: ١ - ١٦٧.
(٣٦) زيادة من الطبقات.