للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

«لما حججنا كنت أزامل ابن وهب، وكنت في الشق الأيمن، وكان أشهب يزامله يتيمه (٢٤) وكان ابن القاسم يزامله ابنه موسى أبو هارون».قال سحنون: «فكنت إذا نزلت ذهبت إلى ابن القاسم أسائله من (٢٥) الكتب وأقرأ عليه إلى قرب وقت الرحيل».

قال: «فقال لي ابن وهب وأشهب: «لو كلّمت صاحبك ليلة واحدة يفطر عندنا! » فكلمته فقال: «إن ذلك يثقل عليّ» فقلت له: فبم يعلم القوم مكاني منك؟ » فقال لي: «فإذ (٢٦) عزمت على ذلك فأنا أفعل لك ذلك إن شاء الله إذا نزلنا للتعريس».فأتيت إليهم فأعلمتهم، فلما كان وقت التعريس قام وقمت معه إلى القوم، فأصبت أشهب وقد فرش أنطاعه وأتى من الأطعمة بأمر عظيم، وصنع ابن وهب دون ذلك. فلما أتى عبد الرحمن سلّم وقعد ثم أدار عينيه في الطعام فإذا بسكرجة (٢٧)؛ [فيها دقّة] (٢٨) فأخذها بيده وحرك الأبزار حتى صارت ناحية ولعق من الملح ثلاث لعقات، وهو يعلم أن أصل ملح مصر طيب، ثم قام وترك ذلك وقال:

«بارك الله لكم! ».قال سحنون: «فاستحييت أن أقوم»، قال: «فتكلم أشهب وعظم عليه ما فعل عبد الرحمن، فقال ابن وهب: «دعه، دعه! ».

قال سحنون: وكنا نمشي بالنهار، ونلقي المسائل ونحن مشاة، فإذا كان الليل ونزلت الرفقة، قام كل واحد إلى حزبه من الصلاة فيقول ابن وهب لأصحابه: «أما ترون إلى هذا المغربي يلقي المسائل بالنهار وهو لا يدرس بالليل؟ » فيقول له ابن القاسم: «هو نور يجعله الله [في القلوب] (٢٩)».

/قال: «ونزلنا بمسجد ببعض مدائن الحجاز-نسيت اسمها-قال: فنمنا بها ونمت عند رجلي ابن القاسم، فانتبه مذعورا فقال لي: يا أبا سعيد، رأيت الساعة في المنام كأن رجلا دخل علينا من باب المسجد ومعه طبق مغطى بمنديل وفيه رأس


(٢٤) يعني من يتولى تربيته. كما قيل للنبي صلّى الله عليه وسلم: يتيم ابي طالب. النهاية في غريب الحديث ٢٩٣: ٥.
(٢٥) في (م): عن.
(٢٦) في (م) والمطبوعة: اذا.
(٢٧) هي الصحفة، فارسي معرب. وضبطت في معجم الالفاظ‍ الفارسية المعربة ص ٩٢ بسكون الكاف وضمها ثم راء مضمومة أو مكسورة مشدّدة.
(٢٨) ما بين المعقفين سقط‍ من المطبوعة لأن السوس ذهبت بأكثر حروفه وأكملناه من (م).
(٢٩) ما بين المعقفين جاء غير واضح في الأصل. واستفدناه من (م) والمدارك.