للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلك فبنوا به ما جلا، فدخل فيه ماء ساقه الله إليه، فما أرى بشرب ذلك الماء بأسا»، قال: فحدثت بذلك سعيد (٩٨) بن إسحاق فقال لي: ما شرب سحنون من ماجل بناه الأمراء حتى لقي الله عزّ وجل، تورعا ونزاهة».

حدث أحمد بن أبي سليمان (٩٩)، قال: «كنا يوما جلوسا عند سحنون حتى أتاه غلامه بدرهم و [نصف فضة باع له به زيتونا] (١٠٠)، فقال سحنون: «الحمد لله، زيتوننا وغلامنا ودابتنا»، ثم رمى بها، ثم قال لنفسه: «يا شقي، يا شقي، يا شقي، تدري ممن باعها لك؟ » وهذا من إشفاقه، رضي الله تعالى عنه.

قال سليمان بن سالم (١٠١): ذكر «خشيش البزّاز» (١٠٢) يوما عند سحنون وصدقاته وزكواته وما كان يفعل من المعروف في ماله، فلما أكثروا عليه قال لهم سحنون:

«اسكتوا! فلو لم يكن موقف خشيش عند الله تعالى إلا أنه يسأله عن كسبه ماله من أين كسبه [لكان حسبه! .و] (١٠٣) قد قيل لابن هرمز (١٠٤): مات فلان وترك من المال كذا وكذا .. فقال: لكن المال لا يتركه! ».

قال محمد عن أبيه سحنون (١٠٥): «اعلموا أن ترك الحلال أفضل من عبادة


(٩٨) في الأصل: احمد. ولا نعرف في أصحاب سحنون من يدعى بهذا الاسم ولذلك رجحنا ان يكون صواب الاسم: سعيد وهو سعيد بن اسحاق الكلبي من أصحاب سحنون المعروفين ينظر عنه: الرياض رقم
(٩٩) النص في المدارك ٨٠: ٤ بهذا الاسناد.
(١٠٠) في الأصل: درهم ودرهم. وأخذنا برواية المدارك وعنها أكملنا النصّ.
(١٠١) الخبر انفرد به الرياض.
(١٠٢) في الأصل بدون اعجام. وأخذنا ضبطه اعتمادا على الاكمال لابن ماكولا ٢٥٠: ٣ - ٢٥١ حيث ضبطه بالحروف: «بضم الخاء المعجمة وبشين معجمة مكررة، مصغرا» وذكره المالكي في الجزء الثاني من الرياض (رقم ٢٣٣ وفيات ٣٢٤) وعدد أعماله الخيرية كما ذكر انه كان بزازا. إلا اننا نلاحظ‍ ان المالكي ربما يكون قد خلط‍ أخبار الأب او الجد مع أخبار احد ابنائه او حفدته.
(١٠٣) زيادة من عمل الناشر السابق.
(١٠٤) يرجح انه: عبد الله بن يزيد بن هرمز احد فقهاء المدينة البارزين ومن شيوخ الامام مالك. توفي سنة ١٤٨.التاريخ الكبير ج ٣ ق ٢٢٤: ١ - ٢٢٥.
(١٠٥) النصّ في المدارك ٨٠: ٤.