للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: «قد آذونا بالحمام، وقلت لهم ينحونه (٢٢٦) عنا فأبوا».ثم قال: «إذا رأيت الطالب يصاح عليه وينهر فلا يبرح من مكانه فارجه (٢٢٧)، وإذا رأيته إذا صيح عليه تنحى من مكانه ويقعد بعيدا (٢٢٨) ثم لا يرجع (٢٢٩)، فليس يفلح».فقال (٢٣٠) أصحابنا الطلبة: «قد أعتبك».

وحدث بعض أصحابنا، قال (٢٣١): «رأيت فيما يرى النائم كأن سحنونا يبنى (٢٣٢) الكعبة»، قال: «فغدوت إليه فوجدته يقرأ للناس «كتاب المناسك في الحج» الذي اختصره.

وحدّث أبو عبد الله محمد بن المبارك بن الزيات (٢٣٣) صاحب مظالم ابن طالب، قال: كان يألفني رجل أطرابلسي، دون أصحابنا أيام سماعنا من سحنون، فرأيت معه كتبا قد محيت وكتب فيها قول أهل المدينة. قال: فكان يسمع معنا فيها. قال، فقلت له: ما قصة هذه الكتب؟ قال: إني كنت أسمع قول أهل العراق، فرأيت في منامي كأني واقف في وسط‍ غدير وقد أصابني عطش شديد بلغ مني، فإذا شربت من الماء شربت دما، ثم أملأ ركوتي بالماء فإذا شربت منها شربت دما فأمجّه من فمي، ثم التفتّ إلى رجل كان منّي على القرب فقلت له: اسقني الماء فإن العطش قد بلغ مني، فقال: أنت في الماء وتطلب من يسقيك؟ فقلت له: إني إذا شربته صار في فمي دما، فقال لي: اذهب إلى الشيخ فهو يسقيك، قال: فمضيت إليه فأصبت الشيخ قاعدا ووجهه إلى القبلة، فقلت له: لعلّ معك ماء فتسقيني، فقال لي: أنت في الماء وتطلب من يسقيك؟ فقلت له: إني إذا شربته صار دما في فمي، وجعلت


(٢٢٦) بمعنى: يزيلونه. وفي الأصل: ينحوهم.
(٢٢٧) في الأصول: فأرجوه.
(٢٢٨) في الأصل: بعيد. وفي (م): من بعيد.
(٢٢٩) عبارة (م): ثم يمر فلا يرجع.
(٢٣٠) في الأصل: فقالوا. والمثبت من (م).
(٢٣١) النص في المدارك ٨٦: ٤ والمتكلم حسب رواية المدارك هو عيسى بن مسكين.
(٢٣٢) في الأصل: يدلي بدون إعجام. والمثبت من المدارك.
(٢٣٣) معدود في أصحاب سحنون. توفي سنة ٢٦٠.المدارك ٤١٧: ٤.