للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفضة (٣٤) ثم قال: «إن الله عزّ وجل لا يكذب ولا يكذب، لا بد من القصاص يوم القيامة» فانتبهت [لنفضته] (٣٥) وأنا أعرف الرجل بوجهه، فغدوت إلى الجامع فجلست بين الأبواب لصلاة الصبح، حتى دخل الرجل فأشرت إليه أن يأتيني فأتاني وقعد إلى جانبي، وأقيمت الصلاة فصلينا، فلما انقضت الصلاة قلت له: «يا أبا فلان، إن أبا الأحوص أوصاني أن أدفع إليك شيئا، وقد أنسيته، فما لك عليه؟ » فقال:

«درهمان» (٣٣) فدفعت إليه الدرهمين وأعلمته بالرؤيا.

وذكر بعض الشيوخ أن إبراهيم بن أحمد جار على الناس وتعسّفهم، فكتب إليه رقعة أغلظ‍ له فيها (٣٦).

وقيل (٣٧) إنه كتب إليه رقعة فيها: (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) فلما وصلت إلى إبراهيم بلغت منه مبلغا عظيما، فأتاه في الليل فاستأذن عليه، فلم يسمع من حس المطحنة، لأن زوجته كانت تطحن، فلما سمعوا/فتحوا له الباب، فدخل إليه فقال، بعد السلام والسؤال عن الحال: «أتتني رقعة ذكر أنها من عندك» فقال:

«أنا مكفوف البصر كما ترى، ولكن تقرأ الرقعة عليّ، فإن كنت أمليتها أخبرتك» فقرئت [عليه] (٣٨)، فقال: «نعم؛ أنا أمليتها»، فوعظه فاتعظ‍.ثم قال له: «أحب أن ترفع إليّ كلما ثبت عندك من مثل هذا فأغيره».

وسأله (٣٩) إبراهيم الأمير أيضا في بعض زوراته له أن يكلفه حاجة يقضيها له، فقال له: «هذا البلد قد عمر، وهو ثغر، وأهل إفريقية إليه (٤٠) مقصدهم وهو مرابطهم، والقرويون في ليلة كل جمعة يرابطون إليه (٤١) والجامع يضيق بهم،


(٣٤) عبارة الأصل: فنضني نفضة يوم القيامة. وأخذنا برواية المدارك.
(٣٥) زيادة من رواية المدارك. وفي مطبوعة المدارك المغربية: لنفضه.
(٣٦) قارن بما جاء في المدارك ٣٩٠: ٤.وللكتاب والخبر رواية وافية في البيان المغرب ١٣٠: ١.
(٣٧) انفرد المالكي بهذه الرواية.
(٣٨) زيادة من (م).
(٣٩) الخبر في المدارك ٣٩١: ٤.
(٤٠) في الأصل: فإليه.
(٤١) كذا في الأصل.