للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القرآن، ولكن ادع الله تعالى أن يتقبلهما منّي» فأقام مدة ثم أتاني فقال: «قد قبل منّي أحدهما» ثم أقام مدة وأتاني وقال: «قبل الله عزّ وجل الآخر».قال أبو محمد محرز:

«فأخبرني من كان في جنازتهما، قال: «دخلت إلى داره فكأن ليس بها جنازة، فلما أخذنا في غسله بكت امرأته، فعطف عليها فقال لها: «هكذا كان بيني وبينك؟ » فسكتت كأنها لم تبك».

وكان (٢١) ليحيى بن عمر كرسي في الجامع للسماع فيجلس عليه ويسمع عليه الناس. قال أبو بكر الزويلي: «وما عملت أنه عمل ذلك لغيره (٢٢)».

وكان يسمع بجامع القيروان (٢٣)، فبينا (٢٤) هو يوما يسمع الناس وحوله خلق كثير يسمعون عليه، إذ أتاه كتاب من عند أبي زكريا يحيى بن زكرياء بن عبد الواحد الأموي (٢٥) الساكن «بقصر زياد»، قال: فدفعه إليه الرسول، فلما فكه أسكت القارئ وقال لجماعة الناس: «صاحب هذا الكتاب منّ جده على جدّي بالعتق، فأنا من مواليه»، فعجب الناس من ذلك، وعلموا أنه إنما ذكر ذلك تواضعا لله عزّ وجل.

حدّث (٢٦) أبو بكر الزويلي قال (٢٧): «ألف يحيى بن عمر كتابا في النهي عن حضور «مسجد السبت» (٢٨)، فدسوا عليه رجلا أندلسيا كان حسن الصوت بالقراءة، فأتى


(٢١) جاءت هذه الرواية واسنادها في المدارك ٣٦١: ٤.وقارن بما جاء في ذلك من روايات، المعالم ٢٣٥: ٢، المدارك ٣٨٥: ٤.
(٢٢) في الأصل: بغيره. والمثبت من المدارك.
(٢٣) جاءت هذه العبارة في الأصل: «وكان يسمع بجامع القيروان. لكثرتهم» وقد رأينا الاستغناء عن هذا اللفظ‍ الاخير وقريب منها ما أسنده عياض عن اللبيدي قال: سمع عليه خلق عظيم من أهل القيروان في الجامع بالقيروان المدارك ٣٦١: ٤.
(٢٤) الخبر في المدارك ٣٦١: ٤.
(٢٥) ينظر عن أبي زكرياء يحيى بن زكرياء الاموي، مناقب ابي اسحاق الجبنياني ص ١٠.
(٢٦) في الأصل: قال. والمثبت من (م).
(٢٧) الخبر في المدارك ٣٦١: ٤ (مختصرا)، وبعضه في المعالم ٢٣٧: ٢ - ٢٣٨.
(٢٨) عن سبب تسميته بهذا الاسم يقول ابن ناجي: «سمي بمسجد السبت لعمل الرقائق فيه كل سبت خاصة، وهو الذي يسمى عندنا اليوم بمسجد العربي، سمي به لأنه كان يقوم به، واسمه محمد»
أما عن تحديد موقع هذا المسجد فان ابن ناجي يذكر انه يقع خارج القيروان بقرب تربة ابي-?