للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذهبا. وسرّى (٦٨) على الروم، فبلغت خيوله «قصور قفصة»، وبلغت موضعا يقال له «مرماجنّة (٦٩)» فسبوا وغنموا (٧٠) [فأذلّت] (٧١) تلك الواقعة الروم بأفريقية، ولجئوا إلى الحصون، وأصابهم رعب عظيم.

ثم اجتمعت خيول المسلمين، وأمر عبد الله بن سعد عبد الله بن عباس أن يقسم عليهم فيئهم، فبلغ سهم الفارس يومئذ ثلاثة آلاف دينار، وبلغ سهم الراجل ألف دينار.

وذكر (٧٢) أن ابنة الملك أشرفت على العرب في عسكرهم، فاستقلتهم، فقالت لأبيها: «لا تسرع بالقتل في هؤلاء، وانحلنيهم»، فقال: «قد انحلتكهم» (٧٣). فالتقوا وهي تنظر، فهزم الله المشركين، وقتل أبوها «جرجير» وهي تنظر، فتنازع الناس في قتله، فقالت: «ما للناس (٧٤) يتنازعون؟ » فقيل لها: «في قتل أبيك» فبكت وقالت:

«قد رأيت الذي أدركه وقتله» فقال لها عبد الله بن سعد: «هل تعرفينه؟ » قالت:

«إذا رأيته عرفته»، فأخذ عبد الله بن سعد الناس بالعرض، فمروا بين يديها وهي تنظر، حتى مر عبد الله بن الزبير، فقالت: «هذا قاتل أبي» فقال له عبد الله بن سعد: «كتمتنا يا أبا بكر قتلك إياه! » فقال له: «قد علمه الذي قتلته له» فنفله ابن أبي سرح ابنة الملك. وفي [ذلك] (٧٥) يقول ابن الزبير حين بلغه أنها سألت أباها أن ينحلها العرب:


(٦٨) أي جرد السرايا (القاموس المحيط‍: سري) وعبارة المصادر (ينظر أعلاه) أوفى وأوضح «وبث ابن أبي سرح السرايا والغارات من مدينة سبيطلة فبلغت خيوله (قصور قفصة)
(٦٩) في المطبوع والمخطوط‍: قرطاجنة وهو تحريف، والاصلاح من الروض المعطار ونهاية الأرب. ومرماجنة: كانت مدينة كبيرة قديمة أزلية فيها آثار كثيرة للأول. الاستبصار ص ١٦٢ وقارن: الروض المعطار ص ٥٤٠، نزهة المشتاق ص ٢٩٥ مسالك البكرى ص ١٤٥.
(٧٠) في المطبوع والمخطوط‍: فسبى فيها ما يأتي (والكلمة الأخيرة غير واضحة) والثبت من المصادر.
(٧١) زيادة من المصادر.
(٧٢) قارن بما عند الروض المعطار ص ٤٨، البيان المغرب ١٠: ١، صلة السمط‍ ١١١: ٤ و، ١٣٨، ، نهاية الأرب ١٠: ٢.
(٧٣) في الروض المعطار ونهاية الأرب: قد نحلتك إياهم.
(٧٤) في الروض المعطار والبيان المغرب والمعالم: ما للعرب.
(٧٥) زيادة من المعالم.