كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

[ثم كانت سنة إحدى وتسعين ومائتين وفيها توفي] - ١٦١ - أبو جعفر أحمد بن أبي سليمان داود الصواف (¬*) الفقيه، رحمة الله تعالى عليه. - ج: 1 - ص: 511

سمعتك تذكر الشعراء (٦٠) طرّا ... وتنشد قولهم (٦١) جمّا غفيرا

وليس (٦٢) مؤلف قولا حكيما ... كآخر قائلا إفكا وزورا

ويرجف (٦٣) قوله لينال دنيا ... إذا ما نالها نال الغرورا

فلا تشغل (٦٤) بقول غير قيلي ... فما في النفع (٦٥) كان له نظيرا

فدع عنك المذاهب واتّبعني ... متابعة (٦٦) تجد خيرا كثيرا

فقيه الناس سحنون (٦٧) تجدني ... لأكثر فقهه بصرا بصيرا (٦٨)

وفي فقه الفقيه أبّى سعيد ... وجدت الحق (٦٩) متضحا منيرا

وفي تعليمه علما عليما ... وفي تأديبه سترا (٧٠) ستيرا

لزمت فناءه (٧١) عشرين عاما ... أغاديه وأغشاه هجيرا

وكنت مؤدبا نفسي لنفسي ... على نفسي أجنبها النكيرا (٧٢)

فنلت من العلوم لطول عمري ... وإمضائي وتجربتي الدهورا

وحزت من السلامة ما كفاني ... ووقّاني وبلغني السرورا

ولم ألبس لذل الفقر ثوبا ... ولم أك في الغنى بطرا فخورا

ولم أجزع وللأيام صرف ... يعود عسيرها سهلا يسيرا

ولم أفرح لأن لها انقلابا ... يعيد (٧٣) يسيرها صعبا عسيرا

---

(٦٠) في الاصل: الشعر.
(٦١) في الاصل: وتنشد فوه لهم. وفي المدارك: شعرهم.
(٦٢) في الاصل: وأنس والمثبت من المدارك.
(٦٣) في الاصل: ترحف.
(٦٤) في الاصل: تشتغل.
(٦٥) في الاصل: النقع-بالقاف.
(٦٦) في الأصل: متابعتي.
(٦٧) في الاصل: سحنونا.
(٦٨) هذه رواية المعالم. وجاءت رواية هذا الشطر في الاصل:
*لأكثر علمه نفعا خبيرا*
(٦٩) في الاصل: وحديث بالحق. والمثبت من المدارك والمعالم.
(٧٠) في الاصل: ستر. والمثبت من المعالم.
(٧١) في الاصل: فتاه. والمثبت من المدارك والمعالم.
(٧٢) في الاصل: النكبيرا.
(٧٣) في الاصل: انقلاب*يعود. وسايرنا الناشر السابق.