للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأكلت طعاما لو عملت شهرا جديدا بمكة وأحرزت (٨٨) عملي ما قام لي بذلك الطبق. فأكلت وشبعت، ثم حضرتني (٨٩) دمعة شكر (٩٠) فبكيت، ثم قلت لنفسي: «يا ابن غلبون، لم تذكر في هذا اليوم جنة ولا نارا (٩١) ولا ذنبا من ذنوبك؟ إنما كان همك كسرة خبز يابسة تأكلها، فقد أكلت شيئا لم يخطر ببالك».ثم نمت (٩٢)، فبينا أنا نائم إذ وقف بي ثلاثة نفر، واحد (٩٣) منهم متقدم واثنان في طلبه، فقلت لواحد منهم، «من هذا؟ » فقال: «هذا إبراهيم الخليل» [صلّى الله عليه وسلم] (٩٤)، فعطف عليّ بوجهه وقال: «يا ابن غلبون، تظن أنك تقصد الله تعالى ويضيعك، أو تقصد الله ويخذلك؟ »، ثم انتبهت. فهذا أشد ما مر بي بمكة».

وقال أبو بكر بن سعدون (٩٥): «قال لي أبو عقال (٩٦): «يا أبا بكر، زال من قلبي حب الدنيا إلا حب النساء» قال: «فكنت أطوف مغطى العينين خوفا من الفتنة فإذا بامرأة خراسانية نظرت (٩٧) [إليّ] (٩٨) وأنا أطوف فقالوا لها: «هذا رجل من ملوك المغرب، طلّق الدنيا وبقي في قلبه حب النساء»، فقالت: «أنا أتزوجه».فأرسلت إليه، فقال لها: «لا أتزوجك حتى تتركي الدنيا ولا يبقى معك شيء منها مثلي» فأخبروها، فتصدقت بما [معها] (٩٨) وتزوجت أبا عقال، فأقام معها حتى توفي فدفنا جميعا بمكة، أبو عقال (٩٩) وزوجته الخراسانية».


(٨٨) في (ق): انحرزت. وفي القاموس (حرز): أحرز الأجر: حازه.
(٨٩) في (ق): وحضرتني.
(٩٠) في (ب): الشكر. والمثبت من (ق).
(٩١) في (ب): ولا نار.
(٩٢) في (ب): ونمت. والمثبت من (ق).
(٩٣) في (ق): فواحد.
(٩٤) زيادة من (ق).
(٩٥) الخبر في المعالم ٢٢٨: ٢ - ٢٢٩ عن المالكي وبإسناده.
(٩٦) في (ب): أبا عقال.
(٩٧) في (ب): تطوف. والمثبت من (ق).
(٩٨) زيادة من (ق).
(٩٩) في (ب): أبا عقال.