للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا ابنة جرجير تهنّي (١٠٦) عضبتك (١٠٧)

ستبصرين بالحجاز (١٠٨) ربتك

ما أحسن الوجه وأجلى مقلتك

لتحملنّ من بدير (١٠٩) قربتك

لتعظمنّ في الإماء لقمتك (١١٠)

فلمّا (١١١) وصل عبد الله بن الزبير المدينة وأخبر عثمان-رضي الله تعالى عنه- الخبر بما كان من الفتح، أمره عثمان أن يقوم بذلك خطيبا في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له: أنا أهيب لك مني لهم، فقام عثمان-رضي الله تعالى عنه-في الناس خطيبا، فحمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس إن الله تعالى فتح عليكم إفريقية، وهذا عبد الله بن الزبير يخبركم خبرها إن شاء الله.

وكان عبد الله إلى جانب المنبر، وكان أول من خطب إلى جانب المنبر، فخطب (١١٢) ابن الزبير-رضي الله تعالى عنه-الناس خطبة (١١٣) تضمنت ما جرى في غزوهم وقتالهم للعدوّ، ووصف سيرة أميرهم فيهم، قال عنه:


(١٠٦) هنّ يهنّ هنّا، وهنينا: بكى بكاء مثل الحنين. وحنّ وأنّ (المعجم الوسط‍: هنن).
(١٠٧) في الأصل غضبك والاصلاح يستوجبه الوزن والروي. وأما الغضب-بالغين المعجمة-فلا معنى له. ولعلّ الصواب ما أثبتناه. وعضب-بالعين المهملة-فلانا بالرمح: طعنه. (المعجم الوسيط‍: عضب).
(١٠٨) كذا في الأصل. وفي المطبوعة: في الحجاز.
(١٠٩) في الأصل: تدير. ولعل الصواب ما أثبتناه وبدير-تصغير بدر-وهو ماء معروف يبعد أربع مراحل عن المدينة، ينظر: تهذيب الأسماء واللغات ٣٧: ٣، الروض المعطار ص ٤٨.
(١١٠) رواية ابن عبد الحكم (فتوح مصر ص ١٨٥) وابن الأثير (الكامل ٩١: ٣): أنها صارت لرجل من الأنصار فأركبها بعيرا وارتجز بها:
يا ابنة جرجير تمشي عقبتك ان عليك بالحجاز ربّتك
لتحملن من قباء قربتك
(١١١) قارن بما جاء في العقد الفريد ١٠٧: ٤ - ١٠٨ والمعالم ٧٩: ١.
(١١٢) في الأصل: خطبة. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(١١٣) الخطبة بتمامها في العقد الفريد ١٠٨: ٤ - ١٠٩ والمعالم ٣٩: ١ - ٤١، وجمهرة خطب العرب ١٢٣: ١ - ١٢٥، والمجمل ص ٢٣ - ٢٤.