للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صلّى الله عليه وسلم: ابن آدم عندك ما يغنيك وتطلب ما يطغيك، [ابن آدم] (١٢) لا بقليل تقنع ولا بكثير (١٣) تشبع، ابن آدم إذا كنت آمنا في سربك معافى في بدنك عندك قوت (١٤) يومك فعلى الدنيا العفاء (١٥).

قال (١٦) أبو محمد عبد الله بن إسحاق الفقيه ابن التبّان (١٧) رضي الله عنه: قال أبو عثمان سعيد بن إسحاق: ما نفعني الله تعالى إلا بشاب رأيته بمكة-حرسها الله-وهو تحت جدار يقرأ القرآن بتلاوة حسنة وتفهم وقراءة حزينة بمقدار ما يسمع منه وعليه/خرقتان فقلت له: يا فتى مالك؟ كأنك قريب عهد بمصيبة فقال لي: عليك بنفسك، فلها فانظر ودع ما فيه (١٨) غيرك، فما شككت أنه وليّ لله عزّ وجلّ فقلت في نفسي: قد وقعت على حاجتي (١٩) فجثوت بين يديه على ركبتيّ وقلت له: سألتك بالله إلا دعوت لي، فقال لي: شغلك الله بنفسك وجعلك ممن تنظر إلى عيوبك (٢٠)، وعرفك قدر ما تطلب حتى يهون عليك ما تترك.

فوصل سعيد إلى القيروان فتخلى عن الدنيا وجعل الله همه في العزلة والانفراد بالله عزّ وجلّ، وسكن قصر الطوب، فكان به معلّق القلب، دائم البكاء والفكرة حتى لحق بالله عزّ وجلّ (٢١).

قال خلف السرتي (٢٢): نزل عندنا بقصر الطوب شاب فأقام نحو ثلاثة أيام أو أكثر ثم أخذ (٢٣) عصاه وخرج سائرا، فخرج سعيد بن إسحاق فقال: أين


(١٢) زيادة من (ب)، والجامع الصغير، وكشف الخفاء
(١٣) في (ب): ولا من كثير
(١٤) في (ق): فوق
(١٥) الحديث في الجامع الصغير ١٨: ١ وكشف الخفاء ٣١: ١.
(١٦) الخبر في المعالم: ٢٥٥: ٢، والمدارك ٤١٠: ٤، وأسنده عياض عن ابن اللبّاد
(١٧) هو أحد كبار فقهاء القيروان ومتكلّميهم، توفي سنة ٣٧١. المعالم ١٠٩ - ١٢٠.
(١٨) في (ب): ودع عنك.
(١٩) في (ب): الحاجة.
(٢٠) كذا في الأصول، وفي المعالم: ممن ينظر في عيوب نفسه.
(٢١) عبارة المعالم: دائم البكاء والحسرات، مغلق الباب حتى مات.
(٢٢) من عباد قصر الطوب وبه توفي سنة ٣٣١، رياض النفوس (وفيات ٣٣١).
(٢٣) في (ق): فأخذ