للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على النار وجعل فيها ذلك البقل فإذا غلت أدخل يده في [تلك] (٦١) القلة وأخرج قبضة من الدقيق فألقاها فيها (٦٢) ثم أفطر على ذلك، فكان هذا عيشه، ومثل هذا كثير من ورعه.

وذكر (٦٣) عنه أنه رئي وهو يروّح [على] (٦٤) الماء فقيل له في ذلك، فقال:

اشتهيت الماء البارد.

ورئي (٦٥) مرة أخرى وقد انكسر (٦٦) الكانون الذي يصطلي به فأشعبه (٦٧) بالزفت وجعل فيه النار وجعله تحته فلما سخن فيه النار قام منه الدّخان الذي (في) (٦٨) الزفت، وهذا كله من أفعاله دليل على نسيانه لأمور الدنيا وعمارة (٦٩) قلبه بأمور الآخرة. رضي الله تعالى عنه.

وخرج (٧٠) ليلة ليتوضأ فوجد بعض الزوار طبخ بيسارا (٧١) وغرفه في صحفة وجعله في السطح ليجمد له، فمر به جبلة فوجده قد جمد، فقال: مساكين جمد لهم، فصب فيه الماء من إبريق كان معه ثم مضى فجاء القوم فقالوا:

من أفسد علينا بيسارنا (٧١) وصبّ فيه الماء؟ فقال لهم جبلة: أنا فلا تظنوا إلا


(٦١) زيادة من (ب)
(٦٢) في (ب): فيه
(٦٣) الخبر في المدارك ٣٧٨: ٤.
(٦٤) زيادة من المدارك، وفي القاموس (روح) روح عليه بالمروحة، حرك يده بها يستجلب له الريح.
(٦٥) القسم الأول من الخبر في المدارك ٣٧٧: ٤.
(٦٦) في (ب): وهو يكنس
(٦٧) في (ب): ويشعبه، وفي المدارك: ألزقه: وفي اللسان (شعب): ويقال: أشعبه فما ينشعب، أي فما يلتئم، وشعبه وأشعبه بنفس المعنى أي أصلح وجمع.
(٦٨) سقطت من (ب)
(٦٩) في (ب): وعماد
(٧٠) الخبر في المدارك ٣٧٨: ٤.
(٧١) في (ق) قيصارا، في المرتين، واتفقت (ب) مع (ق) في المرة الثانية في رسمها، وفي المدارك: بيصارا، وقد اخترنا رواية (ب) الاولى مع أن سكان عاصمة تونس ينطقونها بالسين والصاد معا وهي طعام معروف لدى سكان العاصمة المسلمين واليهود على السواء، وهو يتكوّن أساسا من فول مقشر يطبخ جيدا ثم يعصد بواسطة ملعقة خشبية ثم يضاف له كثير من الأفاويه والأبزار Kouki: la Cuisine Tunisienne P: ١٢٦، ٤٣٦ .