كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت سنة سبع وتسعين ومائتين - ١٧١ - أبو يوسف جبلة بن حمود بن عبد الرحمن (¬*) - ج: 2 - ص: 39

-أصلحك الله-والله ما هي من أوساخ الناس ولا هي إلاّ من ميراثي من أبي (١٥٤) فلا يضيق بك شيء (١٥٥) واتسع بها. قال: فقلت له: ترى-أصلحك الله-أن (١٥٦) أشاوره قبل أن أمضي بها؟ فقال (لي) (١٥٧): أصبت، فأتيت إلى جبلة فأخبرته بما قال، فقال لي: قل له يا أبا القاسم جزاك الله خيرا قد رعيت (منّا) (١٥٧) ما يرعى الصديق من أخيه ولكن قل له: افعل ما كان سحنون يفعل (١٥٨): افتح مطمر (١٥٩) الشعير واطعم ولدك ولا تأخذ لهم من بيت مال المسلمين شيئا. ثم دخل جبلة إلى البيت فأخرج لي ستين درهما وقال لي: امض بهذه إلى أبي محمد الشذوني (١٦٠) -وكان من رجال سحنون-وقل له (١٦١): أخ من إخوانك يبلغك السلام ووجه إليك بهذه وهو يقول (١٦٣) لك من هو فإن ألح عليك فلا تخبره وردها. وامض إلى دحمان بن معافى-وكان من رجال سحنون- (١٦٢) وقل له: أخ من إخوانك يقرأ عليك السلام ووجه إليك بهذه وهو لا يقول (١٦٣) لك من هو. قال: فمضيت إلى أبي محمد الشذوني فكان الذي قال

---

(١٥٤) في (ب): إلا عن ميراثي من أبي
(١٥٥) في الأصلين: شيئا
(١٥٦) في (ب): اني
(١٥٧) سقطت من (ب)
(١٥٨) في (ب): يفعله
(١٥٩) في الأصول: المطمر. وقد رأينا حذف التعريف ولم تذكر المعاجم صيغة «مطمر» وذكرت «المطمورة» وهي حفيرة تحت الأرض تعد لخزن البر والفول والمال ونحوه، ج: مطامير وسيرد هذا الاسم في ترجمة حماس من الرياض ١١٩: ٢. كما أوردته المعاجم (انظر القاموس، أساس البلاغة، المعجم الوسيط‍ طمر)
(١٦٠) في (ق) السودني وفي (ب): البندوي، واتفقت النسختان على كتابتها في المرة الثانية «الشذوني» فأخذنا بما اتفقتا عليه ولم نعثر في أصحاب سحنون على شخص بهذا اللقب في أشكاله الثلاثة.
(١٦١) في (ب): وقال: قل له
(١٦٢) في (ق): من رجال محمد بن سحنون وقد ترجم لدحمان بن معافى السيوري، الخشني في طبقاته ١٦٢، وذكر أنه من أصحاب سحنون، توفي في صدر دولة عبيد الله، وترجم له الدبّاغ في المعالم ٣١٩: ٢ - ٣٢٠ وذكر أنه سمع من محمد بن سحنون ولم يذكر صحبته لسحنون.
(١٦٣) في (ب): فهو يقول