للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عامل جرجير الذي كان ملك سبيطلة، فنزل بجيوشه على «قمّونية» وهي «قيروان إفريقية»، فرحل منها إلى جبل يقال له «القرن (١٣)»، ويقال إنما سمى «القرن» لقول معاوية: «ارحلوا بنا إلى ذلك القرن»، ويقال إنه نزل جبلا يقال له «ممطور» (١٤) في غربي قمونية (١٥)، فأصابه مطر شديد، فقال: «إن جبلنا هذا لممطور» فسمي «ممطورا» إلى اليوم.

ثم (١٦) رحل إلى «جلولا» ففتحها، [وسبب فتحها] (١٧) أن معاوية بن حديج طال مقامه عليها، ثم سار عنها، فذكر رجل (١٨) من قومه قوسا نسيها، فرجع في طلبها، فرأى ركنا من أركان جلولا قد انهدم، فلحق بمعاوية فأخبره. ويقال إنه لما انصرف، جعل فرسان الناس وحماتهم ساقة (١٩) للعسكر، فساروا قليلا، فإذا خلفهم غبار شديد ورهج (٢٠)، فوقف العسكر، وخف من كان بالساقة نحو ذلك الغبار حتى وصلوا جلولا، فإذا هي قد وقع حصنها (٢١) من ناحية [واحدة] (٢٢) من ركن إلى ركن، فرجع العسكر ونزلوا على [حصنها من] (٢٣) موضع الهدم وألقوا بأنفسهم إلى الموت، فقاتلوهم قتالا شديدا، فانهزم الروم، ودخلوها بالسيف، فأصابوا بها سبيا كثيرا وغنائم، فيقال إن معاوية بن حديج [مضى إليها بجميع عسكره، فغنم كل ما كان فيها، ثم] (٢٣) أنفذ الغنائم إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام. و [يقال] (٢٣) إن الذي


(١٣) عرّف التجاني (الرحلة ص ٣٢) بهذا الجبل بقوله: «وهذا الجبل هو المعروف في وقتنا هذا بجبل وسلات يسكنه أخلاط‍ من البربر».
(١٤) عبارة (يقال له ممطور) في هذا الموضع تفيد أنه كان يعرف بهذا الاسم نزله العرب وما يأتي يفيد أن التسمية حديثة من وضع العرب أنفسهم. ولولا اتفاق نص المعالم ٤٣: ١ مع نص المالكي لحذفناها.
(١٥) عبارة المعالم في تحديد الموقع أدق: «انه نزل جبلا يقال له: ممطور-غربي مدينة قمونية على فراسخ منها» وتزيد عبارة نهاية الأرب الأمر توضيحا: «فنزل معاوية غربي قمونية في سفح جبل على عشرة فراسخ منها».
(١٦) قارن بما جاء في المعالم (٤٤.٤٣: ١) ونهاية الأرب (١٣: ٢)، ومسالك البكرى ٣٣.٣٢.
(١٧) زيادة من المعالم.
(١٨) في الأصل: رجلا، والاصلاح من المعالم.
(١٩) ساقة الجيش: مؤخره (المعجم الوسيط‍: سوق).
(٢٠) كذا في الأصل. وفي المطبوعة والمعالم: وهج، والرهج: الغبار (المعجم الوسيط‍: رهج).
(٢١) في الأصل: من حصنها، وحذفنا الحرف «من» كما في المعالم والنهاية.
(٢٢) زيادة من المعالم والنهاية.
(٢٣) زيادة من المعالم.