للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن تمام: فلما أصبحنا قلنا له: يا سيدنا ما كان من الحاجة؟ فقال:

قد سألت النبي صلّى الله عليه وسلم (فيهم) (١٨) فقال لي: غدا يطلقون إن شاء الله عزّ وجلّ، فلما كان يوم الجمعة دخلوا على زيادة الله بن الأغلب صاحب الجيش فسلّموا عليه فردّ عليهم السلام ورحّب بهم، وقال لهم: يا أهل العلم والقرآن لعنة الله على ابن الصائغ (١٩) الذي وجهكم إليّ قد تركتكم (كرامة) (٢٠) لله عزّ وجلّ وللنبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام.

قال: وذكر أن أخا له اشتكى أرنبا كانت أفسدت عليه (٢١) بحيرة (٢٢) له بجوار قصر الطوب فدعا عليها فلم تلبث إلاّ يسيرا حتى ماتت.

قال الشيخ أبو الحسن الفقيه علي بن خلف رضي الله تعالى عنه: خرج أبو يونس من بيته في ليلة مظلمة فإذا برجل ساجد في ظلمة الليل وهو يسأل الله عزّ وجلّ الحور (٢٣) والقصور ويتمنى من نعيم الجنّة، فوقف به (٢٤) أبو يونس وقال له: يا هذا ألا سألت الله عزّ وجلّ في العفو، فإنه إذا (٢٥) عفا عنك أعطاك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت/ولا خطر على قلب بشر. (قال) (٢٦): فما (٢٧) طلع الفجر حتى دق باب الحصن رجل من أهل سوسة وهو يقول: أرسلت إلى الشيخ أبي يونس (٢٨) فأخبر به فقال: اطلعوه، فربطت له الحبال فطلع (٢٩)، وكان


(١٨) سقطت من (ب)
(١٩) هو عبد الله بن الصائغ المعروف بصاحب البريد. مدبر دولة زيادة الله الثالث ومتولي أمره، قتله زيادة الله سنة ٢٩٦. الحلة السيراء ١٨٩: ١. البيان المغرب ١٣٦: ١ - ١٤٩.
(٢٠) سقطت من (ب)
(٢١) في (ق): عليهم
(٢٢) البحيرة في الاصطلاح الافريقي خلال القرون الوسطى: عبارة عن بستان كبير أو مزرعة. بهذا فسرها دوزي في ملحق القواميس العربية ٥٤: ١ وكان اعتماده على هذا النص ونصوص تاريخية عديدة. وربما يذهب الظن إلى أن المقصود: ما يطلقه أغلب الفلاحين التونسيين على مزارع البطيخ والقثاء: «الفقوس».
(٢٣) في (ق): في الحور، والمثبت من (ب)
(٢٤) في (ب): فقال له
(٢٥) في (ق): فاذا إذا
(٢٦) سقطت من (ب)
(٢٧) في (ق): فلما
(٢٨) في (ق): ابن يونس، وفي (ب): أبو يونس
(٢٩) عبارة (ب): فربط‍ بالحبال واطلع