للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومراجعة، قال له: عندي مولى لنا قد فقه فأحبّ أن تجعله كاتبا لك، فاستكتبه عيسى بن مسكين وأودعه ودائع، ثم طرأت أزمة شديدة وضيقة عظيمة فقيل لعيسى [بن مسكين] (١٢): ذهبت ودائع الناس التي (١٣) عند ابن البناء فقال: لم؟ فقيل له: رأيناه يقطع الميتة. فوجه إليه عيسى، فقال له:

الودائع، فقال له: الساعة آتيك بها، فذهب فأتاه بما عنده من الودائع، فلما رآها عيسى بحالها قال له: تأكل الميتة وهذه عندك؟ فقال له: إن الميتة أحلّت لي مع الاضطرار ولم يحل لي أن أخون أمانتي (١٤). فقال له: ارجع بها. فقال له: والله لا رجعت إليّ (١٥) وامتنع من قبولها وأسلمها إليه.

قال (١٦) أبو عبد الله بن الخرّاط‍: لمّا ولّى إبراهيم بن أحمد أبا علي (١٧) ابن البناء قضاء قصطيلية (١٨) نزل به مثل ما نزل بموسى بن عبد الرحمن القطان مع أهل طرابلس (١٩) فسعى (٢٠) به أهل قصطيلية (١٨) ورفعوا عليه البغي عند ابراهيم/حتى عزله بعد أن كان له مع جماعة من وجوه أهل البلد قصة عجيبة


(١٢) زيادة من (ب)
(١٣) في (ق): الذي
(١٤) في (ب): الناس
(١٥) في (ب): بها
(١٦) القصة بنصها في طبقات الخشني ١٦١ - ١٦٢ وعنه رواها عياض في المدارك ٥: ٩٨ - ٩٩، مع شيء من التصرف، وفي المعالم ٣١٧: ٢ - ٣١٨، رواية عن المالكي عن أبي عبد الله بن الخراط‍، وللقصة رواية مختصرة في البيان ١٤٢: ١ (حوادث ٢٩٤) وهذه الرواية الأخيرة تنسب عزله وحبسه إلى الأمير زيادة الله الثالث-آخر الأمراء الأغالبة- وتذكر أن رفعه وحبسه كان إلى الاربس لا إلى رقادة وتورد الحادثة ضمن حوادث سنة ٢٩٤.وكل هذا يخالف ما أجمعت عليه سائر المصادر من أن عزله كان أثناء ولاية ابن عبدون على القضاء التي لم تتجاوز الثلاثين شهرا (٢٧٥ - ٢٧٧).
(١٧) في (ق): ابي علي
(١٨) في (ق): قصنطيلية، وفي (م): قصطيلة، والمثبت من (ب) والمصادر.
(١٩) في (ب): طرابلس.
(٢٠) في الأصلين: فسعوا، وفي (م): فسمعوا، وبداية الخبر في المعالم تختلف عما في الرياض رغم نصه النقل عنه وايراد سنده: «قال المالكي: قال أبو عبد الله بن الخراط‍: لما ولاه ابراهيم قضاء قسطيلية سأله اسلاف اموال اليتامى فأبى عليه، فحقد عليه لذلك فسمع بذلك أهل قسطيلية فرفعوا عليه البغي عند ابراهيم الخ