للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مدّة يسيرة (٧٥) ثم ابتلاه الله عزّ وجلّ بعلة عظم فيها جسده (٧٦) وانتفخ حتى صار كالعدل وتفجر بالدماء فكان إذا ألقي الرقيق من الأردية الشرب (٧٧) عليه صاح ثم رفع عينيه إلى السماء وشخص يقول: أنمروذ أنا؟ أفرعون أنا؟ أقارون أنا؟ ثم مات. خلد الله تعالى عليه ما هو فيه وبارك له في العذاب الذي صار إليه.

فذكر (٧٨) [أن] (٧٩) ابن أخت الغساني (٨٠) المقرئ عرض له أمر حوّج (٨١) فيه إلى البغدادي كاتب عبيد الله فمضى إليه، فأنزله عنده فألفى عبيد الله في تلك العلّة. ثم مات عبيد الله، فأتى به البغدادي ليقرأ عند رأسه-وكان من أطيب الناس (٨٢) مساقا-وحول عبيد الله أبناؤه وهم يصرخون بالبكاء فقال لابن أخت الغساني: اقرأ. قال: فطلبت من القرآن ما أقرؤه فلم يتيسّر لي منه إلاّ قوله تعالى يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ /النّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٨٣) قال: فطلبت أن أقرأ غير هذه الآية فلم أقدر على ذلك فكنت أردّدها حتى خشيت على نفسي أن يفيقوا من بكائهم فيعاقبوني ويقتلوني فتسلّلت حتى خرجت (٨٤).


(٧٥) هذا غير صحيح، والمعروف في كتب التاريخ أن وفاة عبيد الله المهدي كانت ليلة الثلاثاء للنصف من ربيع الاول سنة ٣٢٢ وهي تبعد كثيرا عن وفاة السدري.
(٧٦) في (ب): جسمه
(٧٧) عبارة (ب): القي عليه بالرقيق من الاردية. والشرب: نوع من الأقمشة الرفيعة. (ملحق القواميس: شرب)
(٧٨) الخبر في البيان المغرب ٢٤٨: ١ نقلا عن كتاب «تعزية أهل القيروان بما جرى على البلدان من هيجان الفتن وتغلب الأزمان «لأبي عبد الله محمد بن سعدون القروي المتوفى بأغمات سنة ٤٨٥، المعالم ٣٤٥: ٣
(٧٩) زيادة من (ب)
(٨٠) هو أبو القاسم بن أخت الغساني المقرئ عرف به المالكي عرضا في ترجمة أبي إسحاق السبائي المتوفى سنة ٣٥٦ ص: ٤٧٥ - ٤٧٧ وذكر عنه أنه كان مقرئا مشهورا ذا صوت حسن في القراءة وسجن بسبب معاداته للدعوة الشيعية ثم استدعاه الخليفة المستنصر فانتقل إلى الأندلس وعاش في بلاط‍ قرطبة معززا مكرما. توفي في حياة المستنصر بين سنتي ٣٥٠ - ٣٦٠.
(٨١) في (ب): فحوج
(٨٢) في (ب): عباد الله
(٨٣) سورة هود آية ٩٨
(٨٤) في (ب): وخرجت