للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كأنه البدر (٤) فقال له: تملّأ من وجهي يا أبا ميسرة، فأنا ربك الأعلى، فبصق في وجهه وقال له: اذهب (يا ملعون) (٥) فعليك (٦) لعنة الله تعالى، فطفئ ذلك النور من ساعته كسراب بقيعة، وإذا به إبليس لعنه الله أراد أن يفتنه فحماه الله تعالى منه بمنّه وكرمه.

ووقع في عقل إسماعيل أن أبا ميسرة لم يكن يرى الخروج عليهم، فأراد (٧) أن يوليه القضاء فأداره عليه (٨)، فقال له: كيف يلي القضاء رجل (٩) أعمى يبول تحته؟ وما علم به أحد أنه أعمى إلاّ ذاك اليوم، فقال له: منذ كم عميت -أصلحك الله تعالى-؟ فقال: منذ ثماني عشرة (١٠) سنة. ثم قال: اللهمّ إنك تعلم أني انقطعت إليك وأنا ابن ثماني عشرة (١٠) سنة فلا تمكّنهم مني، فما جاء العصر إلاّ وهو من أهل الآخرة، فغسّل، وكفن وخرج [به] (١١)، فوجه إليه إسماعيل بالكفن (١٢) والطيب، فوافاه (١٣) الرسل على النعش، فأنزلوه في «درب ابن دينار» في المسجد وجعلوا عليه الكفن.

وكان (١٤) -رضي الله عنه-بجواره رجل أسود، فكان ينقب ويسرق ولا يبالي ما ارتكب، فمضى إليه الجيران وقالوا له: ارحل عنا، فشتمهم وسبّهم، فلما صلّوا العشاء الآخرة قالوا له: يا أبا ميسرة ادع (الله) (١٥) تعالى عليه، فقال:


(٤) عبارة (ب) خرج له من الحائط‍ وبوجه كأنه المحراب.
(٥) سقطت من (ب).
(٦) في (ب): اذهب عليك.
(٧) النص في المدارك ٣٥٩: ٣ والمعالم ٥٣: ٣.
(٨) في (ب): فاراده عليه.
(٩) عبارة (ق): كيف تلي القضاء لرجل ... والمثبت من (ب) والمعالم.
(١٠) في (ق): ثمانية عشر. وفي (ب) ثمانية عشرة المثبت من المدارك والمعالم.
(١١) زيادة من (ب) والمدارك.
(١٢) في (ق): الكفن.
(١٣) في الأصلين: فوافوه. وفي المدارك: فرافقه.
(١٤) الخبر في المدارك ٣٦٠: ٣ والمعالم ٥١: ٣ - ٥٢.
(١٥) سقطت من (ب).