للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بميلة (٦). (وكان هذا سنة اثنتين (٧) وثمانين [وثلاثمائة] (٨) في إثر قصة عبد الرحمن ابن الصقلّي (٩) (١٠) وكان قد شنع على الشيخ أنه لا يقول (١١) بالكرامات (١٢) -أعني (١٣):

[أبا] (١٤) محمد بن أبي زيد- (فقال محمد بن يحيى: ما هذا الذي بلغنا عن الشيخ أبي محمد أنه ينكر الكرامات) (١٠)؟ فقلت له: ما (من) (١٠) هذا شيء وبيّنت (له) (١٠) القصة كما جرت، فسرّ بذلك، وقال: [والله] (١٤) ما حسبت [إلاّ] (١٤) أن اتساعه في الدنيا (١٥) حجبه عن هذا، ثم قال لي: كنا عند (١٦) الشيخ أبي إسحاق بن شعبان، فكان يحكي (لنا) (١٠) من كرامات الصالحين شيئا كثيرا، ويتبرك بذكرهم وأخبارهم، ويتأسى بطريقهم.

ثم قال لي أبو عبد الله: كان زهرون يأخذ الطرقات وحده متقفّرا (١٧). وكان لا يحمل معه زادا إنما (كان) (١٨) يأكل من منهل إلى منهل، فقال لنفسه يوما:

يا زهرون صار يذكر عنك أنك لا تحمل الزاد، وأنك تأكل من منهل إلي منهل، فصار لك هذا عادة، وليس هذا من حقيقة التوكل، إن كان حقا ما تقول، فهذه طريق خالية فيها الماء خذها. وأنت تعلم أنه ما كان لك (من) (١٨) رزق يأتيك أينما كنت، (قال) (١٨): فمضى عليها حتى أتى إلى ماء، فنزل عليه وشرب وتوضأ (وصلّى) (١٨) وقال لنفسه: هذا الماء للوضوء والشرب،


(٦) لم نقف على اسم هذا المحرس في المصادر التي اطلعنا عليها.
(٧) في الاصل: اثنين.
(٨) زيادة يقتضيها السياق.
(٩) هو أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله البكري الصقلي. تقدّم التعريف به في الحواشي.
(١٠) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).
(١١) في (ب): إنه كان لا يقول.
(١٢) انظر بيان ذلك في ترجمة ابن أبي زيد من المعالم (١٤٠: ٣).
(١٣) في (ب): يعني.
(١٤) زيادة من (ب)
(١٥) يشير الى سعة ثروة ابن أبي زيد. ينظر في ذلك المعالم (١٤١: ٣ - ١٤٥)
(١٦) في (ب): كنا مع.
(١٧) في الأصلين بدون إعجام. ويمكن قراءتها متفقرا أي اتباع طرق الفقراء. ومن أسماء الصوفية «الفقراء»
(١٨) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).