كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة - ٢٥١ - أبو علي الحسن بن نصر السوسي (¬*) - ج: 2 - ص: 399

على ظهره حذو صدره (٨٦).

وكان يجعل على رأسه مربعة زوجته (٨٧). وهي خرقة لطيفة.

وكان إذا صبّ المطر يقرأ هذه الآية إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ (٨٨) خوفا على داره أن تقع من وهاها (٨٩).

وكان أكثر زيّه فروا (٩٠) وقلنسوة منه.

وكان يقول: بعت ريعا بتوزر (٩١)، فرأيت في المنام (كأن) (٩٢) قائلا يقول لي: اجعله في التراب، فلما استيقظت تذكرت الحديث: «من باع ريعا أو عقارا فقمن (٩٣) أن لا يبارك له فيه إلاّ أن يردّه في مثله» (٩٤) قال: فلما/جئت إلى مدينة سوسة ضاق عليّ الحال بها، إذ ليس بيدي صنعة أتعيش بها، ولا معرفة بأمور الدنيا والتصرّف فيها، فرأيت والدي في المنام فقال لي: أين مالك؟ فأتيته به، فحفر له في الأرض وجعله فيها (٩٥) وردّ عليه (التراب) (٩٦)، فلما أصبحت (٩٧) سألت (عنها) (٩٦) بعض المعبرين، فقال لي: إنما أمرك أن تشتري به أرضا تنتفع

---

(٨٦) عبارة (ب): الذي منها على صدره حذو ظهره.
(٨٧) في المدارك: على صدره مرقعة أهله. والمربعة: خمار مربّع تضعه النساء على رءوسهن (ملحق القواميس ٥٠٥: ١) وهذا النص من شواهده.
(٨٨) سورة فاطر آية ٤١.
(٨٩) وهى الحائط‍: تشقّق وهم بالسقوط‍. (المعجم الوسيط‍).
(٩٠) في (ب): فروة.
(٩١) اهم مدن بلاد الجريد اشتهرت بواحتها. ينظر عنها الروض المعطار ص: ١٤٤.
(٩٢) سقطت من (ب)
(٩٣) بفتح الميم وكسرها: حري وخليق وجدير (اللسان: قمن)
(٩٤) الحديث اخرجه ابن ماجة في سننه (ج ٨٣٢: ٢) رقم ٢٤٩٠ ولفظه: «من باع دارا أو عقارا فلم يجعل ثمنه في مثله كان قمنا أن لا يبارك له فيه».وللحديث رواية اخرى تحت رقم ٢٤٩١.
(٩٥) في (ب): وجعلها فيها.
(٩٦) سقطت من (ب)
(٩٧) في (ق): أصبح.