للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولو أن طول الحزن مما يردّه ... لنادمني (٢٢) حزن عليه طويل

بلى ربما دارت على القلب لوعة ... فيرجعها صبر هناك (٢٣) جميل

غير أني-يا أخي-إذا فكّرت في أول هذا الشعر لم أملك عبرا (٢٤)، ولم أجد صبرا، وهو قوله (٢٥):

تبدّد ما قد كان منك مجمّعا (٢٦) ... وجلّله رمل عليك مهيل

فلا علم ينبيك (٢٧) أين محلّه ... ولا جدث (٢٨) يشفى عليه غليل

خلا أعظم قد بدّدت ومفاصل (٢٩) ... تميل [بها] (٣٠) الأرياح حيث تميل

وكان أبو العباس لما فقد ابنه اختلفت عليه الأخبار فيه، فمن قائل له: إنه قتل، وقائل: إنه مات، وقائل: إنه حيّ، ومن مخبر أنه غرق في البحر، فقال في أمره (وأحسن) (٣١) القول (٣٢):

فلو كافتقاد الناس قبلي بنيهم (٣٣) ... أتيح له موت وأضمره قبر

إذن لصبرت (٣٤) النّفس ثم أحتسبته ... ليعظم لي من بعد ميتته (٣٥) الأجر

ولكن طوت عنّي المقادير أمره ... فما لي به منذ انتأى (٣٦) شخصه خبر

فرحمتك اللهم قد (٣٧) بلغ الأسى ... نهاية مجهودي وقد غلب الصّبر


(٢٢) في (ق): لما دمنى. وفي (م): لما ذمني. وفي المعالم والدر الوقاد: للازمني. والمثبت من (ب) والمجمل. ومعنى لنا دمني: لصاحبني.
(٢٣) في (ق): عليك. وفي المجمل: عليه، والمثبت من (ب).
(٢٤) في (ق): رمره. بدون اعجام. وفي (ب): عبرة وهي الدمعة. وقد رأينا تعويضها بصيغة الجمع كما يقتضي السجع.
(٢٥) الأبيات في المجمل. ولم يذكرها جامع أشعاره في «الدر الوقاد».
(٢٦) في المجمل: مجتمعا
(٢٧) في (ق): ينسيك-بدون اعجام
(٢٨) في المجمل: حدث-بحاء مهملة. والجدث: القبر. (المعجم الوسيط‍: حدث)
(٢٩) في المجمل: مقاصل.
(٣٠) زيادة من (ب) والمجمل.
(٣١) سقطت من (ب).
(٣٢) في (ب): قوله والابيات في المجمل ص: ٨٩ - ٩٠.
(٣٣) في المجمل: بينهم.
(٣٤) صبر نفسه: حبسها وضبطها (المعجم الوسيط‍: صبر).
(٣٥) في (ب) والمجمل: منيته
(٣٦) في (ب) والمجمل: تناءى.
(٣٧) في (ب) والمجمل: فقد.