وخلع على جوهر خلعةً مذهبة، وعمامة حمراء، وقلده سيفا، وقاد بين يديه عشرين فرسا مسرجة ملجمة، وحمل بين يديه خمسين ألف دينار، ومائتي ألف درهم، وثمانين تختا من ثياب.
وركب المعز إلى المقس، وأشرف على أسطوله، وقرأ عليه وعوذه، وخلفه جوهر والقاضي النعمان ووجوه أهل البلد، ثم عاد إلى قصره.
وضربت أعناق جماعة عاثوا بنواحي القرافة.
وفي ذي القعدة احترق سوق القاهرة، وأعيد.
وركب المعز لكسر خليج القاهرة، فكسر بين يديه، وسار على شط النيل، ومر على سطح الجرف، وعطف على بركة الحبش، ثم على الصحراء إلى الخندق الذي حفره جوهر في موكب عظيم، وخلفه وجوه أهل البلد، وأبو جعفر أحمد بن نصر يعرفه بالمواضع، وبلغ المعز أن محمداً أخا أبي إسماعيل الرسي يريد الفرار إلى الشام، فقبض عليه وسجن مقيدا.