فيها سار الأمير أبو الحارث البساسيري من بغداد فملك البصرة وواسط، وأقام بهما الدعوة للمستنصر، وخطب له في عامة تلك الأعمال. وبلغ طغرلبك ما كان من أخذ بغداد وقطع الخطبة العباسية منها، فكاتب ألب أرسلان بن داود أخيه، فقدم عليه في إخوته بعسكر كبير، واجتمعوا على محاربة إبراهيم بن ينال، فكانت الغلبة لطغرلبك، فأخذه أسيراً وقتله في تاسع جمادى الآخرة. وتوجه يريد بغداد، وبعث إلى البساسيري وإلى قريش بن بدران يأمرهما برد الخليفة القائم إلى بغداد، وإقامة الخطبة له على عادته، ورده إلى تخت خلافته، ويعدهما أنهما إن فعلا ذلك رجع عن العراق ولم يدخل بغداد، وأنه يقنع بأن يخطب له فيها وتضرب السكة باسمه. فامتنع البساسيري أولاده وحرمه من بغداد إلى واسط ونوى العود. وعند ما قارب طغرلبك بغداد بعث إلى قريش يشكر ما كان من صنيعه مع الخليفة القائم، وجهز إلى بكر بن فورك لإحضار الخليفة؛ فوافى حلة بدر بن مهلهل وقد وصل الخليفة وابن مهارش في تلك الساعة، فركب هو وابن فورك وأركبا الخليفة وخدماه؛ وأتته هدايا بدر.
وبعث طغرلبك بوزيره عميد الملك أبي نصر منصور الكندري والأمراء والحجاب